استراتيجيات التسويق

المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف


لذا من أجل الوصول إلى درجة الاحترافية في الكتابة، نقدم لكم هذا المقال الذي يحتوي أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف ليكون معيناً للشركات على اختيار موظفيها من الكتَّاب ورفيقاً للكتَّاب في رحلة تطوير ذواتهم نحو الأفضل.

المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف:

نقدم لكم فيما يأتي أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف، علَّها تكون نبراساً لكم في عملية بحثكم عن التفوق والتميز والاحترافية:

إتقان لغة الكتابة:

من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف هي أن يتقن اللغة التي يكتب بها محتواه سواء كان هذا المحتوى مقالات أم روايات أم شعراً أم سكريبت يوتيوب، كون اللغة هي صوته الذي يتواصل به مع الجمهور؛ لذا ينبغي على هذا الصوت أن يكون جلياً واضحاً لا يحمل أي مجال للشك أو اللبس.

مهما اختلفت لغة الكتابة سواء كانت عربية أم إنجليزية أم محكية بلهجة بلد معين، يجب الإلمام بجميع تفاصيل نحوها وإملائها وصرفها؛ وذلك تجنُّباً لوقوع الكاتب في مطبات سوء الفهم، أما في حال كان الكاتب يستخدم اللغة العربية الفصحى، فيجب عليه بما لا يقبل الشك أن يتقن قواعد إملائها ونحوها وصرفها؛ وذلك تجنباً لكي لا يفقد النص قيمته الجمالية التي تنبع من موسيقى الحروف، وحفاظاً على جودة المحتوى المكتوب الذي تكدِّر صفاءه أيَّة كلمة مغلوطة أو دخيلة.

إتقان قواعد المحتوى الذي يقوم بكتابته:

من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف هي التفريق بين أنواع المحتوى والشروط والضوابط التي يخضع لها كل نوع، فالكتابة التسويقية تختلف عن كتابة المقالات، وكتابة السيناريو الخاص بالسينما تختلف عن كتابة منشورات منصات التواصل الاجتماعي.

حتى إنَّ النوع الواحد من المحتوى يتغير أسلوب الكتابة فيه وفقاً للفئة التي يستهدفها من الجماهير، فالقصص المخصصة للأطفال دون سن الخامسة تختلف عن القصص المخصصة للأطفال فوق سن العاشرة، وهنا ننوه إلى ضرورة أن يحدد كاتب المحتوى المحترف ميوله الكتابية، ويوجه اهتمامه إلى النوع الذي يبدع فيه من أنواع المحتوى المكتوب.

إدراك الغرض من الكتابة:

إنَّ إدراك الغرض من كتابة المحتوى يُعَدُّ من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف، فهذا الكاتب يسأل نفسه قبل الشروع بالكتابة “لماذا أكتب؟ وماذا أنتظر من القارئ؟” وبحسب الإجابة التي يرد بها على نفسه أو يرد بها عليه صاحب الشركة فإنَّه يكتب.

على سبيل المثال، إذا طلب مدير شركة خاصة بتنظيم الرحلات السياحية من كاتب المحتوى أن يكتب له إعلاناً ينشره على منصات التواصل الاجتماعي من أجل استقطاب الأشخاص للتسجيل في هذه الرحلة، فهنا يكون جواب سؤالنا السابق بأنَّه يجب أن يكتب ليقنع القارئ بالتسجيل والانضمام إلى هذه الرحلة.

يجب على الكاتب المحترف التأثير في القارئ وتشجيعه على اتخاذ القرار بالتسجيل على الفور عبر إبراز المعالم الجمالية الموجودة في المناطق التي ستتم زيارتها، والتنويه إلى الميزات التي يحصل عليها المشترك في حال ذهب مع الشركة والتي لن يحصل عليها فيما لو قرر الذهاب منفرداً إلى المكان عينه.

مهارة التفكير الإبداعي:

تعكس مهارة التفكير الإبداعي احترافية كاتب المحتوى، وهي من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف، فالكاتب المحترف يبرز إبداعه في نقطتين اثنتين؛ الأولى في كونه سبَّاقاً وماهراً في تسليط الضوء على الحالات التي لم يسبق لأحد مناقشتها من قبل، والثانية في تطرُّقه لموضوعات اعتيادية لكن بأسلوب طرح وتقديم مختلف يشد القارئ ويجذبه نحو إتمام المحتوى إلى النهاية.

يمكن اكتساب مهارة التفكير الإبداعي والتمرن عليها من قِبل كاتب المحتوى المحترف عن طريق إجراء عصف ذهني للأفكار التي يريد تناولها في كتابته، واستعراض العديد من الطرائق التقديمية لهذا المحتوى، ومن ثم اختيار الأفضل والأكثر إثارة لاهتمام القراء.

مهارة الجدية والالتزام بالمواعيد:

تخيَّل أن يطلب مدير شركة من كاتب محتوى ماهر ومشهود له بالبراعة كتابة كلمة سيلقيها على الموظفين بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس شركته، ثم يحين موعد استلام النص والكاتب لا يرد على بريده الإلكتروني أو جواله أو يتحجج بعد فوات الأوان بأعذار واهية، هل سيطلب المدير من هذا الكاتب محتوىً مرة أخرى؟ وهل سيتعامل معه مرة ثانية ولو كتب له معلَّقة أدبية؟ بالتأكيد لا.

إنَّ الجدية في العمل والانضباط في مواعيد التسليم من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف، وهي الصفة التي تضمن للكاتب استمرار التعامل معه من قِبل شركة معينة، وترشيح اسمه لمشاريع لاحقة.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح

 

مهارات البحث:

عند كتابة أي نوع من أنواع المحتوى لا بد من الاستناد ولو بشكل جزئي إلى مصادر توثق الكلام المطروح وتثبت صحته، فإذا ما أراد كاتب محتوى أن يتحدث عن الفقر في البلاد العربية مثلاً، فلا بد له من البحث عن مراجع تتضمن دراسات أُجرِيَت في واقع هذه البلدان للاستناد إليها في طرح المشكلة وتقديم الحلول، وهنا أيضاً لا يمكن التسليم بأيَّة أرقام ما لم تكن معدَّة من قِبل منظمة مسؤولة وموثوقة مثل منظمة الأمم المتحدة.

في هذه الحالات تبرز مهارة البحث بوصفها واحدة من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف، فهي المهارة التي تفتح أمامه أبواب الإبحار عبر الإنترنت وتصفُّح الكثير من المحتوى المفيد، ومن ثمَّ اختيار الأنسب وتقديم معلومات صحيحة وموثوقة لجمهور القراء.

مهارة التنظيم والالتزام بالعمل:

تندرج مهارتا التنظيم والالتزام بالعمل ضمن قائمة أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف؛ إذ ينعكس تأثيرهما انعكاساً إيجابياً على العلاقة بين الكاتب والعميل، فكاتب المحتوى المحترف هو موظف لأداء مهمة معينة، فهو قد وقَّع عقداً أو صادق على اتفاق معين قبل شروعه ببدء العمل؛ لذا فإنَّ الأخلاق المهنية تملي عليه الالتزام بتسليم الكميات المحددة من المحتوى حسبما اتفق عليه وبالجودة والنوعية ذاتها التي نصَّ عليها الاتفاق.

يجب على كاتب المحتوى المحترف أيضاً أن يفصل بين المهام التي توكل إليه والتي قد تعود كل واحدة منها لجهة مختلفة؛ لذا فيجب عليه أن يحافظ على تنسيق معين يجدول فيه أعماله، فيضمن بذلك عدم الخلط بين المهام والحفاظ على خصوصية وأولوية كل مهمة.

مهارة تطوير الذات:

إنَّ مهارة تطوير الذات ليست ضمن أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف فحسب؛ بل هي مهارة يجب أن يتمتع بها كل فرد وكل موظف على الإطلاق، ويمكِّن امتلاك هذه المهارة كاتب المحتوى من إثارة حافز دائم وقوي له للاطلاع على كل ما هو جديد ومستحدث في مجاله، وهذا يعزز خبرته ويزيد من ثقافته، ومن ثمَّ فإنَّه يرفع ثقته بنفسه.

تشمل مهارة تطوير الذات الاطلاع والقراءة المستمرين اللذين يزيدان المنسوب التخزيني من اللغة، فضلاً عن رفع مستوى المعرفة الذي يمكن استثماره في ابتكار أفكار إبداعية في عملية كتابة المحتوى، إضافة إلى مواكبة الحداثة والتكنولوجيا.

على سبيل المثال، من الضروري أن يتعلم كاتب المقالات قواعد تحسين محركات البحث، هذه الخبرة التي ترفع من معدل عرض محتواه المكتوب في المواقع الإلكترونية على القراء، ومن ثمَّ إيصال فكرته وزيادة شهرته.

مهارة التسويق الشخصي:

إنَّ كتَّاب المحتوى في كثير من الحالات يعملون بصفتهم كتَّاباً مستقلين يتم توظيفهم لأداء مهمة كتابية معينة فقط؛ لذا فإنَّ مهارة التسويق الشخصي هي مهارة لا بد أن تندرج ضمن أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف كونها تمكِّنه من إبراز نفسه ضمن عالم كبير من المنافسين.

ينطوي تحت هذه المهارة امتلاك الكاتب الثقة الكافية بنفسه التي تؤهله للتقدم نحو الفرص التي يصادفها، ومن ثم تقديم نفسه بأسلوب ذكي واحترافي يبرز مهارته ويزيد من احتمالات اعتماده من قِبل الجهة الموظِّفة، وأيضاً التواصل الإيجابي مع المديرين والزملاء في حال كانت الكتابة مرتبطة بمعلومات يقدمها أي منهم.

أخيراً ترك أثر إيجابي بعمله المتقن والإبداعي الذي يحمل بصمته الخاصة المتفردة والبعيدة عن التكلف والتقليد، وهذا ما يزيد من فرصه ويرفع من تقييمه الإيجابي وخاصةً على مواقع العمل الحر.

في الختام:

إنَّ المهارات التي يجب أن يتمتع بها كاتب المحتوى المحترف هي مجموعة من الخبرات والمواصفات التي يمكن أن يتحلى بها أي كاتب محتوى ينشد الوصول إلى المجد والتفوق في مجال الكتابة، وعلى الرغم من أنَّ المهارات التي ذُكرت آنفاً قد تبدو بسيطة، إلا أنَّ الالتزام بها ليس بالأمر بالسهل، ويحتاج إلى الكثير من الصبر والالتزام والشغف بصرف النظر عن الموهبة التي لا تكفي وحدها للتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وهذا ما يفسر كثرة عدد كتَّاب المحتوى وقلة عدد المحترفين منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى