استراتيجيات التسويق

مستقبل التجارة الإلكترونية: الابتكارات المبتكرة والتحديات المستقبلية


أوجدت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خدمات جديدة منها (التجارة الإلكترونية) التي تُعدُّ أهم معالم اقتصاد المعرفة، والتي ساهمت فعلياً في زيادة الفعالية الاقتصادية؛ إذ أقبل الأفراد والمنشآت والحكومات إقبالاً كبيراً على استخدامها على الرَّغم من الفترة الوجيزة التي مرت على ظهورها، وبفضل التجارة الإلكترونية وتقنياتها أصبح من السهل القيام بعمليات البيع والشراء عبر الإنترنت.

لم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل إنَّ التجارة الإلكترونية مستمرة في النمو بمعدلات هائلة، وهذا يفتح آفاقاً جديدة مستقبلية؛ فهي في الوقت الحالي من أفضل الأدوات الفاعلة في إدارة الأعمال التجارية العالمية، وهذا جعل منها ميزة أوجدت وسائل تجارية تتماشى مع عصر المعلومات، كما أنَّها ساعدت على الدخول إلى الأسواق العالمية وتلبية احتياجات المستهلك أينما وجد لاغية كل الحدود والقيود أمامها.

مفهوم التجارة الإلكترونية وأهميتها في الوقت الحالي:

كانت البداية الحقيقية لانتشار التجارة الإلكترونية خلال تسعينيات القرن الماضي بالتزامن مع استخدام الإنترنت للأغراض التجارية؛ إذ أنشأ (جيف بيزوس Jeff bezos) أول موقع لبيع الكتب عبر الإنترنت بالتعاون مع Amazon.Com، وكانت التجارة الإلكترونية نتيجة لتطور مجموعة من العوامل منها: التطور في النظم التجارية القائمة والتحول نحو الاعتماد على قطاع الخدمات وثورة التكنولوجيا والمعلومات والاتجاه نحو التحرر الاقتصادي وغيرها من الأسباب.

صاغت شركة IBM مصطلح التجارة الإلكترونية وهي عبارة عن المبادلات التجارية التي يتم من خلالها الشراء والبيع باستخدام شبكة الاتصالات عن بعد.

عرَّفت المنظمة العالمية للتجارة، التجارة الإلكترونية بالقول: (التجارة الإلكترونية تشمل نشاطات إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها وتسويقها وبيعها أو تسليمها للمشتري من خلال الوسائط الإلكترونية وتشمل المعاملات التجارية:

  • عمليات الإعلان عن منتج وعمليات البحث عنه.
  • عمليات تقديم طلب الشراء وسداد ثمن المشتريات.
  • عمليات تسليم المشتريات.

تأتي أهمية التجارة الإلكترونية في الوقت الراهن من المزايا العديدة التي حققتها منها:

  • توفير الوقت والجهد: فالمستهلك يمكن أن يبحث عمَّا يحتاج إليه بسهولة ومن أي مكان يريد دون الحاجة إلى الذهاب إلى المتاجر التقليدية.
  • توفير المال: يمكن للمستهلك من خلال بحثه عبر شبكة الإنترنت في مواقع مختلفة الحصول على عروض مغرية وخصومات جديدة وتخفيضات على الأسعار.
  • الراحة: يمكن الشراء من المواقع بأي وقت بسبب توفر خدمات مثل: الدفع الإلكتروني وخدمات الشحن والتوصيل.
  • الانتشار العالمي: يمكن للأفراد والشركات البيع والشراء في أي مكان في العالم بسبب الانتشار الذي تحققه شبكة الإنترنت.
  • التسويق الرقمي: يستطيع الأفراد والشركات الترويج والإعلان عن منتجاتهم وخدماتهم بسهولة عبر شبكة الإنترنت.

شاهد بالفديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

 

الابتكارات المبتكرة في مجال التجارة الإلكترونية:

توجد مجموعة متنوعة من الابتكارات التي ابتكرتها التكنولوجيا، والتي يمكن استخدامها في التجارة الإلكترونية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأمر لم يتوقف عند هذه الدرجة؛ بل ما زالت عملية التطوير مستمرة لوضع تقنيات وأساليب جديدة في المستقبل، ومن بين الابتكارات:

1. الذكاء الاصطناعي:

يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات المستخدمين والعملاء وبياناتهم والتنبؤ باحتياجاتهم والعمل على تحسين تجاربهم في التسوق الإلكتروني.

2. تقنيات الواقع الافتراضي المختلفة:

تعمل على تحسين أساليب البيع وتجارب المستهلكين.

3. الدفع الإلكتروني:

يمكن استخدام أساليب الدفع الإلكتروني مثل البلوك تشين والعملات الرقمية لتحسين عمليات الدفع وتوفير الأمان والتجربة السهلة للمستخدمين.

4. الروبوتات الذكية:

تستخدم في أماكن التوزيع والشحن لتحسين عمليات التوصيل للمستخدمين.

أنواع التجارة الإلكترونية:

  • الشركة للشركة: يعني أنَّ البيع والشراء بين الشركات.
  • الشركة للمستهلك: هو بيع المنتجات والخدمات من الشركة إلى المستهلك.
  • المستهلك للمستهلك: عملية بيع تتم من مستهلك إلى مستهلك آخر بصورة مباشرة عبر استخدام الإنترنت.
  • المستهلك للشركة: قيام الأفراد ببيع المنتجات أو الخدمات إلى الشركات.
  • الشركات للمنظمات: هو نشاط يغطي التعاملات كلها بين الشركة والمنظمات الحكومية.
  • المستهلك للمنظمات: نشاط لم يبدأ، لكن يوجد سعي في الأوساط التجارية للبدء به.
  • التجارة الإلكترونية غير الربحية: تشمل المؤسسات الدينية والاجتماعية الخيرية التي تعمل بأهداف إنسانية.
  • التجارة الإلكترونية ضمن المؤسسات: تشمل النشاطات الداخلية للمؤسسة، والتي تشمل على تبادل المعلومات والبيانات والخدمات.

التحديات المستقبلية التي تواجه التجارة الإلكترونية:

1. التحديات التقنية:

تحتاج التجارة الإلكترونية إلى وجود بنية تحتية قوية تتيح سرعة التحميل والتصفح والتواصل؛ إذ تعاني التجارة الإلكترونية من:

  • نقص في الاعتمادية والمعايير والبروتوكولات.
  • التغيير السريع والمستمر في الأدوات التكنولوجية.
  • صعوبة وصل الإنترنت وبرمجيات التجارة الإلكترونية مع بعض التطبيقات.
  • احتياج العملاء إلى مزودات خاصة للويب ومزودات شبكات.
  • بعض برمجيات التجارة الإلكترونية لا تتناسب مع أنظمة التشغيل.

2. الخصوصية والأمان:

تزداد حوادث الاختراق الإلكتروني والاحتيال في التجارة الإلكترونية، وهذا يضعف الثقة لدى المستخدمين؛ إذ يحجب عدد كبير من المستخدمين عن التجارة الإلكترونية بسبب الخوف من كشف خصوصياتهم؛ فالتقنيات المستخدمة تواجه خطراً حقيقياً وكبيراً في احتمال تعرضها للاختراق والسرقة، وعلى سبيل المثال وجدت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أنَّ 80% من المنشآت ترى أنَّ الأمن هو العقبة أمام التوسع في الأعمال التجارية الإلكترونية.

3. تكلفة التطوير الباهظة:

كلفة تطوير التجارة الإلكترونية مرتفعة جداً؛ لذا تلجأ الشركات إلى الشركات التقنية لإتمام هذه المهام، كما أنَّها مكلفة بالنسبة إلى المستخدمين فهم بحاجة إلى اشتراك بالإنترنت، وكذلك إلى أجهزة معينة مثل الحواسيب والأجهزة اللوحية.

4. فقدان الثقة بالمعاملات الإلكترونية:

ما يزال الناس غير واثقين بالمعاملات التي تُجرى عبر شبكة الإنترنت لا سيما تلك المرتبطة بالمعاملات النقدية، والتي تسمى عمليات النقد الإلكتروني؛ فالباعة بالنسبة إليهم مجهولون تماماً؛ لذا لا توجد ثقة.

5. تفضيل الزبائن لمس المنتجات:

من بين أكثر الأسباب التي تقف عائقاً في وجه التجارة الإلكترونية رغبة الزبائن في معاينة المنتجات على أرض الواقع قبل القيام بشرائها، وهذه خاصية لا يمكن للتجارة الإلكترونية القيام بها.

6. التشريعات والضوابط القانونية:

تتطلب التجارة الإلكترونية وجود قوانين وضوابط واضحة لحماية المستخدمين والمتاجر الإلكترونية، وهذا لا يتوفر في جميع الدول.

7. فرض الضرائب:

ما يزال موضوع فرض الضرائب على التجارة الإلكترونية من بين الموضوعات قيد النقاش؛ إذ تتجه الآراء إلى ضرورة فرض الضرائب على التجارة الإلكترونية لمجموعة من العوامل منها: عدم فرض ضريبة على التجارة الإلكترونية يشجع على اللاعدالة الاجتماعية؛ إذ إنَّ أغلب مستخدمي التجارة الإلكترونية من ذوي الدخل المرتفع.

8. التوقيع الإلكتروني:

من أول المشكلات القانونية في التجارة الإلكترونية هي مشكلة التوقيع الإلكتروني؛ إذ إنَّ هذا التوقيع لا تتوافر له الضمانات اللازمة للتحقق من صحته، وعدم تزويره وقواعد الإثبات في القوانين الموجودة تعتمد التواقيع المكتوبة فقط.

9. الملكية الفكرية:

تطالب المنشآت بامتلاك القدرة على حماية العلامة التجارية والمعلومات التجارية المحتفظ فيها في قواعد المعطيات والتشريعات الحالية، وتوضح أنَّه لحماية الحقوق الفكرية يجب تسجيل هذه الأفكار وكتابتها على حوامل فيزيائية مثل المطبوعات والأشرطة السمعية وأشرطة الفيديو، والتحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومات هو إعادة صياغة التشريعات لتأخذ في الحسبان خدمات المعلومات الإلكترونية.

10. التغير المستمر في التجارة الإلكترونية:

مع أنَّ التجارة الإلكترونية ما تزال في بداياتها، فهي متغيرة وتتطور باستمرار، بينما تفضل الأطراف المتعاملة التعامل مع أشياء ثابتة.

11. مخاوف الشراء:

إذا أراد المستخدم الشراء يجب أن يقوم بشراء من موقع معروف وذي سمعة طيبة وأن يقرأ شروط الشحن والتوصيل والاسترجاع، كما يجب عقد الشراء من موقع مؤمن يحافظ على سرية البيانات وأرقام بطاقة الائتمان التي يستخدمها المشتري عند الشراء من هذا الموقع، كما يجب أن يحتفظ بأمر الشراء في كل مرة يقوم بها بالشراء.

تأثير التطور التكنولوجي في التجارة الإلكترونية في المستقبل:

يُعدُّ التطور التكنولوجي من أهم العوامل التي أثَّرت في تطور التجارة الإلكترونية ونموها، ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير في المستقبل، ومن بين هذه التأثيرات:

  • زيادة استخدام التكنولوجيا الحديثة في التجارة الإلكترونية.
  • زيادة استخدام التطبيقات المتنقلة في التجارة الإلكترونية: من المتوقع أن يصبح الهاتف الذكي وسيلة التسوق الرئيسة للمتسوقين.
  • تطوُّر أساليب الدفع الإلكتروني: سوف تُطوَّر وسائل دفع إلكترونية جديدة.
  • تحسن الأمن الإلكتروني: سوف تُطوَّر وسائل حماية خصوصيات المستخدمين، وكذلك حمايتهم من عمليات الاحتيال والنصب.
  • الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية.
  • حدوث تغييرات في هيكلية المؤسسات وهيكلة السوق وظهور منتجات جديدة.

المعايير الواجب توفرها في مواقع التجارة الإلكترونية المراد التعامل معها:

  • يجب أن يقدم الموقع المراد التعامل معه خدمة الدفع بواسطة بطاقات الائتمان من خلال خادم آمن ومشفر.
  • أن يقدم الموقع المراد التعامل معه خدمة شحن آمنة ومضمونة.
  • يجب أن يعلن الموقع المراد التعامل معه عن صفته الرسمية وعنوانه الدائم وأرقام الهواتف والفاكس والبريد الإلكتروني.

في الختام:

إنَّ مستقبل التجارة الإلكترونية مستقبل يحمل آمالاً واعدة، فهو مستقبل مملوء بالفرص والإمكانات، فهذا المجال بحاجة إلى مزيد من الابتكارات والتطور التكنولوجي وتحديث التشريعات والقوانين وسن الجديد منها، بما يتلاءم مع معطيات التجارة الإلكترونية ومزاياها بالشكل الذي يتجاوز التحديات التي تعوق تطبيقها.

مع تزايد عدد رواد الإنترنت والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح على الأفراد والشركات إذا ما أرادت جني الأرباح الاتجاه إلى العمل بالتجارة الإلكترونية، وتحسين تجربة المستخدم، وجعلها أكثر سهولة، فهذا يساهم في دفع عجلة التجارة الإلكترونية وتحقيق مزيد من النجاح في المستقبل؛ ومن ثَمَّ زيادة رفاهية الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى