استراتيجيات التسويق

7 استراتيجيات لتحسين محركات البحث و3 أمثلة عن الاستفادة منها (1)


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “نيل باتيل” (Neil Patel)، ويُحدِّثنا فيه عن 7 استراتيجيات لتحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء وكيفية الاستفادة منها.

أما اليوم، فأنا لا أستفيد أو أمارس استراتيجيات تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء (يُطلق مصطلح القبعة السوداء كنايةً عن الممارسات غير الأخلاقية لتحسين محركات البحث)، أو غيرها من استراتيجيات تحسين محركات البحث السلبية عندما يتعلق الأمر بالتسويق عبر الإنترنت، فبوسع أي منَّا الاستفادة من بعض استراتيجيات تحسين محركات البحث النزيهة.

إذاً، ما هو تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء (Black Hat SEO) بالضبط؟ تتضمن استراتيجيات القبعة السوداء كل شيء من حشو الكلمات المفتاحية وشبكات المدونات الخاصة (PBNs) إلى أتمتة المحتوى وبناء الروابط المتسلسلة، فهذه الاستراتيجيات جميعها سيئة الصيت، لكن اعلم أنَّ تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء هو استراتيجية جيدة انحرفت عن مسارها الصحيح.

لو عاد بي الزمن لما فعلت ذلك؛ لأنَّني لو قضيت كل ذلك الوقت والجهد في استراتيجيات تحسين محرك البحث المشروعة، لكنت قد أنشأت عملاً أكبر ومستداماً أكثر، فلن أُضجرك بالأسباب التي تدعوك إلى تجنب تحسين محركات البحث باستخدام القبعة السوداء عند محاولة الحصول على نتائج بحث أفضل لأنَّك تعرفها مقدماً، ولكنَّني سأقدم لك سبع استراتيجيات لتحسين محركات البحث باستخدام القبعة السوداء (مع البيانات) استفدت منها عندما كنت طفلاً، وستلاحظ بسرعة أنَّني كنت طفلاً مبدعاً.

وهذا أحد أسباب نجاحي بصفتي خبير تسويق عبر الإنترنت اليوم:

1. زر تويت ذيس (TwitThis):

تحتوي كل مدونة على محتوى وحملة تسويق محتوى وأزرار مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنت ترى أزرار المشاركة في تطبيقات “فيسبوك” (Facebook)، و”إنستغرام” (Instagram)، و”تويتر” (Twitter) في كل مكان، لكن لم يكن هذا هو الحال سابقاً.

عندما ظهر “تويتر” أول مرة، لم يكن به أزرار للتغريد، ولم يكن اسمها تغريدات أصلاً، لذلك أنشأتُ أنا وفريق التسويق عبر الإنترنت أزرار مشاركة المحتوى على “تويتر” يدرجها الأشخاص في مواقعهم على الويب، وقد أطلقنا على أزرار المشاركة على “تويتر” هذه “تويت ذيس” (TwitThis)، فانظر كيف كان شكل الموقع الأصلي:

كيف سار الأمر؟ بدأ معظم الأشخاص بإضافة زر “تويت ذيس” (TwitThis) إلى مواقعهم حتى احتل موقعنا الترتيب الثامن في صفحات نتائج “جوجل” (Google)، وحصل على أكثر من 54 مليون رابط خلفي.

زر تويت ذيس1 (TwitThis)

كما ترى في الصورة المعروضة آنفاً، جاءت تلك الروابط الخلفية البالغ عددها 54 مليون من 45000 نطاق فريد، لكن ما هو أكثر إثارة للإعجاب من هذه الروابط هو شبكة الروابط الخلفية.

زر تويت ذيس (TwitThis)2

بمجرد إلقاء نظرة على الصورة المعروضة آنفاً، سترى أنَّ الموقع يحتوي على 27 رابط خلفي (.gov) و123 رابط خلفي (.edu)، وهذا لا يُستهان به عندما يتعلق الأمر بنتائج بناء روابط مصدرها مجرد إنشاء أداة مجانية تسمح للأشخاص بإضافة أزرار “تغريدة” إلى مواقعهم.

بعد أن أنشأتُ زر “تويت ذيس” (TwitThis) في موقع ذي سلطة عالية النطاق، تمكَّنتُ من إنشاء صفحات فرعية تحتوي على محتوى يتعلق بالمصطلحات الشائعة في ذلك الوقت، ونظراً إلى أنَّ الموقع يتمتع بقدر كبير من سلطة النطاق، فكان من الطبيعي أن تحتل تلك الصفحات ترتيباً عالياً في نتائج البحث.

2. شراء نطاقات منتهية الصلاحية:

ربما تكون على دراية سابقة بأساليب محرك البحث التي تتضمن شراء نطاقات منتهية الصلاحية، ولقد اتخذتُ استراتيجية مختلفة قليلاً عندما كنت أصغر سناً؛ إذ كنت أشتري فقط النطاقات منتهية الصلاحية المتعلقة بتاريخ العالم لأنَّها زادت من احتمالية حصولي على الروابط الخلفية من نوع (.edu) و(.gov).

كان أحد النطاقات التي حصلت عليها يسمى (battlefieldbypass.com)، وهو موقع على الويب يرتبط بحرب أهلية، فعندما حصلت عليه، كان لديه المئات من عمليات بناء الروابط الخلفية، وكان بعضها من مواقع الويب الحكومية، وقد حصلت على الموقع بسرعة وحولته إلى موقع “كازينو على الإنترنت”، وفي غضون بضعة أشهر، احتل الموقع المرتبة الثانية في “جوجل” بالنسبة إلى مصطلح “كازينو عبر الإنترنت”.

في موقع الويب، أدرجت أفضل 10 كازينوهات على الإنترنت يشترك فيها أي شخص، فكلما سجَّل أحد المستخدمين بسبب موقعي، كنت أتقاضى عمولة، وكان الموقع يحقق دخلاً يتراوح بين 40 ألف دولار و60 ألف دولار شهرياً، وعلى ما يبدو، لم أُنجِز عملاً رائعاً؛ وذلك لأنَّ الشخص الذي يحتل مرتبة أعلى مني كان يربح أكثر من 100000 دولار شهرياً.

ما يزال معظم محترفي تحسين محركات البحث يستفيدون من النطاقات منتهية الصلاحية، ولكنَّ القليل منهم يركز على النطاقات التي تحتوي على روابط (.gov) و(.edu) على الرغم من فائدتها، وعليك أيضاً أن تدفع أكثر مقابل أسماء النطاقات منتهية الصلاحية هذه، ولكنَّني لم أفهم أبداً السبب الذي يدفع شخصاً ما لتوفير بضعة دولارات قد تسهم في احتلاله المركز الأول في نتائج صفحات محرك البحث.

3. المشاركة في المسابقات:

هل تتذكر موقع على شبكة الإنترنت عن القطط يسمى “آي كان هاز تشيز برغر” I Can Has Cheezburger؟ لا أعرف مدى شعبية الموقع في نتائج البحث في الوقت الحالي، ولكنَّه كان يحصل على نحو 500 مليون مشاهدة للصفحة شهرياً، وهذا جيد جداً لموقع مليء بصور القطط المضحكة، وكان الجمهور مخلصاً جداً، حتى إنَّني شاركت معهم في مسابقة، وكانت المسابقة عبارة عن هدية لعبة البوكر؛ إذ يفوز شخص واحد برحلة مدة ليلتين إلى “لاس فيغاس” (Las Vegas) و500$ وتذكرة سفر مجانية لشخصين من وإلى “لاس فيغاس”.

لم أعثر على الصفحة التي تناقش المسابقة (أعتقد أنَّهم أزالوها)، لكن إليك لقطة منها:

  • أنشئ ميم (meme) قطة مضحكة تتعلق بالبوكر (لديهم برنامج إنشاء صور على موقعهم).
  • أدرج صورة القطة على موقعك على الويب للمشاركة (يشير كود الإدراج إلى موقع البوكر الخاص بي).

في غضون أيام، حصلت على أكثر من 2000 فرصة لبناء الروابط تحتوي على عبارات “بوكر” و”بوكر عبر الإنترنت” في نص الرابط، وقد طلبت منهم تنويع أكواد الإدراج لكي يبدو نص الرابط طبيعياً.

في غضون أيام قليلة، وصل ترتيبي في محرك البحث إلى الصفحة 7 بالنسبة إلى مصطلح البحث “البوكر عبر الإنترنت”، وفي غضون أسبوع، حصلت على ترتيب في الصفحة 2، وفي غضون أسبوعين، كنت سأحظى بترتيب في الصفحة 1، وربما كنت سأصل إلى المركز الأول في محركات البحث، لكن سرعان ما اكتشف “جوجل” خدعتي وسحب ترتيبي، وقد كانت التكلفة الإجمالية للمسابقة بأكملها أقل من 10000 دولار، و50% من هذا المبلغ كان ما دفعته للموقع للمشاركة في المسابقة.

4. قوالب ووردبريس (WordPress Themes):

الشيء المشترك بين جميع قوالب “ووردبريس” هو أنَّها تحتوي على رابط في الذيل يشير إلى المصمِّم.

4.قوالب ووردبريس (WordPress Themes)

الشيء الوحيد الذي يشترك فيه معظم مصممي قوالب “ووردبريس” هو أنَّهم يصممون قوالب بدافع الشغف، ونادراً ما يحاولون جني الأموال منها، وهي تدور حول عالم التسويق عبر الإنترنت، وقد كانت هذه القوالب ناجحة لأنَّ المصممين يهتمون بعملهم.

لذلك، اعتقدتُ أنَّه سيكون من المثير للاهتمام دفع 1000 دولار لمالكي القوالب هؤلاء لإصدار تحديث لأشهر القوالب التي صمموها، والسبب في أنَّني استهدفت القوالب الحالية هو أنَّه عند إصدار تحديث، سيظهر في لوحة تحكم مستخدم “ووردبريس”، وحينها ينقر ببساطة على زر لتحديث القالب.

من جهة أخرى، إذا أنشأت قوالب جديدة من البداية، فلا شيء يضمن أنَّ الناس يرغبون في التصميم وتثبيته، ولهذا السبب، استهدفتُ القوالب الحديثة التي كانت شائعة، وبمجرد أن يضيف مستخدم “ووردبريس” تحديث القالب الجديد، سيحصل على بعض الميزات الجديدة الرائعة، وبالطبع، وضعتُ رابطاً يشير إلى أحد مواقعي في تذييل القالب.

كان الموقع الذي تشير إليه الروابط يسمى “ويب هوستينغ إنفورميشين” (Web Hosting Information)، وفي وقت من الأوقات، احتل الموقع مرتبة بين أهم ثلاث نتائج في محرك بحث “جوجل” بالنسبة إلى مصطلح (Web Hosting)، وفي النهاية، اكتشفت محركات البحث ذلك، وتعرَّض الموقع للعقاب، وانخفض ترتيبه في نتائج البحث.

في هذه الأيام، ما زلت أستخدم قوالب “ووردبريس”، لكن بغرض الترويج لعلامتي التجارية، فأنا أريد أن يعرفني المزيد من الأشخاص بصفتي خبيراً في التسويق عبر الإنترنت، لذلك أدفع للشركات المتخصصة لإدراج روابط “تم التسويق بواسطة نيل باتيل” ضمن قالبها، وبالطبع، كل عملية إنشاء روابط هي من نوع “نوفولو” (nofollow) حتى لا أخالف قواعد “جوجل”.

5. الهيمنة على جوجل:

كان هذا أسهل أسلوب استخدمته، فهل تتذكر صفحات “جوجل”؟ وهل تستطيع إنشاء صفحة ويب باستخدام اسم نطاق “جوجل”؟ نعم، تستطيع إنشاء موقع على (google.com)، فلم تعد صفحات “جوجل” موجودة الآن، وقد اعتدت إعداد صفحات لتقديمها إلى محرك البحث تحتوي على مصطلحات تنافسية للغاية، مثل بطاقات الائتمان والتأمين على السيارات والفوركس، ثم أشتري روابط مدونة غير مرغوب فيها من شبكات، مثل “سبونسيرد ريفيوز” (Sponsored Reviews)، و”بلوغزفيرتايز” (Blogsvertise).

من هذه الشبكات، حصلت صفحتي على الترتيب الرابع وعلى 5 روابط مقابل 30$ لكل رابط، وكنت أشتري المئات دفعة واحدة، وفي المجموع، أنفقت 24990$ على الروابط المدفوعة، وفي غضون 60 إلى 90 يوماً، وصلتُ إلى الصفحة الأولى بالنسبة إلى المصطلحات المذكورة آنفاً، إضافة إلى العبارات المفتاحية التنافسية الأخرى.

سبب نجاح هذه الاستراتيجية هو أنَّني كنت أبني روابط تشير إلى نطاق “جوجل” الخاص الذي كان يتمتع بسلطة كبيرة تفيد في تحسين محركات البحث، وفي النهاية، اكتشف “جوجل” الأمر كما هو الحال دائماً، وخسرت الصفحات الترتيب.

6. ماي ستات كاونتر (My Stat Counter):

“ستات كاونتر” (Statcounter) هي أداة التحليل الشائعة التي كانت موجودة قبل “جوجل أناليتكس” (Google Analytics)، ولكي تعطيك الإحصاءات، يجب عليك إضافة عداد إلى موقعك، ويحتوي العداد أيضاً على رابط خلفي لهذه الأداة.

ماي ستات كاونتر (My Stat Counter)

ما عليك سوى إلقاء نظرة على ملف الروابط الخلفية لتجد أكثر من مليار رابط، ولتسجيل الدخول إلى “ستات كاونتر”، كان عليك الانتقال إلى (my.statcounter.com) – لم يعد هذا النطاق الفرعي موجوداً -، لذلك أنشأتُ أداة خاصة بي وأطلقت عليها اسم (MyStatCounter.com).

لقد تلقيت عدداً كبيراً من زيارات محرك البحث من الأشخاص الذين أخطؤوا في كتابة (my.statcounter.com)، وهذا أدى إلى قيام الكثير من الأشخاص بإنشاء عدادات إحصاء باستخدام موقعي على الويب.

ماي ستات كاونتر (My Stat Counter)

عندما يدرج الأشخاص أحد العدادات هذه إلى مواقعهم، فإنَّهم سينشرون رابطاً تلقائياً أيضاً إلى أي موقع أرغب في الترويج له؛ إذ يحتوي رمز الإدراج على روابط تابعة لجهات خارجية، وقد طلبت من الأشخاص تركها كما هي لأنَّ خدمتي كانت مجانية.

مثل معظم استراتيجيات تحسين محركات البحث باستخدام القبعة السوداء التي استخدمتها، ارتفعت تصنيفاتي بسرعة، ودام ذلك عامين، وحققت مكاسب كبيرة؛ إذ إنَّني كنت أبيع روابط على “ماي ستات كاونتر” (My Stat Counter) لشركات أخرى، وكان ذلك رائعاً بالنسبة إلى نجاح تسويقي عبر محركات البحث.

كنت ذكياً في هذا الأمر أيضاً، فقد حرصتُ على تنويع نص الرابط حتى يبدو الأمر طبيعياً، ولم أستخدم “ماي ستات كاونتر” (My Stat Counter) للترويج لأي من مواقعي أو مدوناتي المرتبطة بالتسويق حتى لا ألفت الانتباه إليها.

إضافة إلى ذلك، عندما يسجل شخص ما الدخول إلى موقعي، كنت أسأله عن نوع الموقع الذي يمتلكه حتى أضع روابط ذات صلة لجهات خارجية بدلاً من وضع روابط عشوائية، ومع ذلك، اكتشف “جوجل” أمري في النهاية وتوقفت عن استخدام هذه الاستراتيجية.

7. استثمار إعلانات جوجل:

بناءً على الاستراتيجيات المذكورة آنفاً، أنت تعلم أنَّه إذا كان لديك الكثير من الروابط التي تشير إلى نطاق واحد، فستحصل على ترتيب بطرائق عدة.

في الأيام الأولى لتحسين محرك البحث، لم تكن توجد عقوبات “باندا” (Panda) أو “بينجوين” (Penguin)، وكانت خوارزميات “جوجل” أقل تعقيداً، وفي عام 2003، أصدرت “جوجل” أداة “أدسنس” (AdSense)؛ وهي خدمة يستخدمها الأشخاص لتحقيق دخل من مواقعهم الخاصة عن طريق عرض إعلانات “جوجل” فيها.

لذلك، اخترت أحد مواقعي التي تتمتع بسلطة مجال عالية وجمعت أكثر من 100 مليون صفحة من صفحات نتائج بحث “جوجل”، ثم أخذت كل نتيجة بحث “جوجل” وأنشأت في موقعي ملايين الصفحات تحتوي على نفس بيانات القوائم بالضبط.

بدت صفحاتي تماماً مثل صفحات نتائج بحث “جوجل”، ولكنَّها كانت ممتلئة بإعلانات “أدسنس”، وفي غضون شهر، بدأت بالحصول على زيارات من المصطلحات المربحة التي جمعتها، وكنت أجني 943$ إلى 2592$ في اليوم من “أدسنس”، وكما تتوقع على الأرجح، اكتشف “جوجل” أمري في النهاية، ولم أعد أستفيد من هذه الاستراتيجية أيضاً.

في الختام:

لقد تَحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن 7 استراتيجيات لتحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني والأخير عن أمثلة عن كيفية الاستفادة منها، ونجيب عن بعض الأسئلة الشائعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى