استراتيجيات التسويق

7 استراتيجيات لتحسين محركات البحث و3 أمثلة عن الاستفادة منها (2)


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “نيل باتيل” (Neil Patel)، ويُحدِّثنا فيه عن 7 استراتيجيات لتحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء وكيفية الاستفادة منها.

هل يتعلم محترفو تحسين محركات البحث ذوو القبعة البيضاء من استراتيجيات القبعة السوداء؟

نعم، يتعلمون ويستفيدون منها في تحسين محركات البحث؛ وذلك لأنَّ استراتيجيات القبعة السوداء لتحسين محركات البحث هي ببساطة شكل رديء من أشكال المبالغة في استخدام استراتيجيات تحسين محركات البحث ذات القبعة البيضاء.

عن طريق تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء، يتحول المحتوى المناسب إلى محتوى مكرَّر، وتتحول الروابط المناسبة إلى محتوى غير مناسب، وتتحول الكلمات المفتاحية المدروسة جيداً إلى كلمات مفتاحية مكدَّسة في المحتوى.

يشير هذا إلى أنَّ استراتيجية تحسين محركات البحث الجيدة يجب ألا تحتوي على أي من مظاهر المبالغة حتى لا تكون من استراتيجيات القبعة السوداء، وهذا يعني أنَّه يجب عليك – بصفتك استراتيجي تحسين محركات بحث يتبع أسلوب القبعة البيضاء – تعلُّم بعض الحيل من استراتيجيات القبعة السوداء.

على الرغم من التعارض بين القبعة السوداء والقبعة البيضاء، فإنَّ الاختلاف الوحيد بينهما هو مقدار المبالغة في استراتيجيات القبعة السوداء، ومع وضع ذلك في الحسبان، إليك:

3 أمثلة عن استراتيجيات القبعة السوداء لتحسين محركات البحث التي تتعلم منها:

1. تكرار شبكات المدونات الخاصة (PBNs) بالطريقة الصحيحة:

لطالما كانت الروابط الخلفية أحد المؤشرات الأساسية التي يستخدمها “جوجل” لتحديد ترتيب موقع الويب، وفي الواقع، تعد قوة استراتيجية بناء الروابط أكبر عامل مؤثر في قرار “جوجل”.

حسب إحدى الدراسات، كلما زاد عدد الروابط الخلفية للصفحة، كان ترتيب هذه الصفحة أفضل في “جوجل”، ونظراً إلى أنَّ الحصول على روابط خلفية لصفحات الويب يعد استراتيجية مؤثرة في صفحات نتائج البحث (SERPs)، فقد استغلها أولئك الذين يستخدمون أسلوب القبعة السوداء.

بخلاف مستخدمي أسلوب القبعة السوداء، يعتمد مستخدمو أسلوب القبعة البيضاء على التزكيات الصادقة واستضافة المدونات والشراكات المتبادلة للحصول على روابط خلفية، وفي الواقع، إحدى الطرائق الأساسية لتحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء لإنشاء روابط خلفية هي استخدام شبكات المدونات الخاصة.

تستخدم شبكات المدونات الخاصة مجموعة من النطاقات غير النشطة ذات السلطة الواسعة لإنشاء روابط تشير إلى موقعك.

 

هل تنجح هذه الاستراتيجية؟

نعم تنجح.

هل يدوم نجاحها مدة طويلة؟

يعتمد هذا على مدى سرعة “جوجل” في اكتشاف أمرك، فإذا اكتشف “جوجل” أنَّ موقعاً ما يعتمد على روابط خلفية من شبكات المدونات الخاصة، فسيلغي ترتيبه في صفحات نتائج البحث بسرعة، ولحسن الحظ، تستطيع إنشاء روابط خلفية بأمانة بالطريقة نفسها تقريباً؛ إذ تنشر في مدونات الاستضافة، وتكتب التزكيات، وتدرج اسمك في أدلة الجهات الخارجية، وتنشئ محتوى رائجاً أو جديراً بالمشاركة، وبذلك تبدو استراتيجيتك أكثر نزاهة.

هذا يعني أنَّه يجب عليك توليد نفس الاهتمام، مثل استراتيجية القبعة السوداء دون المخاطرة بمعاقبة “جوجل” لك، فإذاً، الجانب السلبي لاستراتيجية القبعة السوداء هو أنَّها تنجح فقط إذا لم يكتشف “جوجل” أمرك، ولهذا السبب يعد بناء روابط خلفية بطريقة نزيهة أفضل بكثير.

2. استخدام الكلمات المفتاحية باعتدال بدلاً من حشوها في المحتوى:

يعد البحث عن الكلمات المفتاحية أداة قوية في عالم تحسين محركات البحث، فإذا كنت تعرف الكلمات التي يبحث عنها الأشخاص في “جوجل” وتستهدفها بدقة، فمن المرجح أن تحصل على ترتيب مرتفع، وبالطبع، يعرف مستخدمو أسلوب القبعة السوداء هذا أيضاً، وهم يستخدمون الكلمات المفتاحية لكي تحصل مواقعهم على ترتيب مرتفع منذ أن أصبحت الكلمات المفتاحية على قدر كبير من الأهمية، والطريقة التي يفعلون بها ذلك ليست مزعجة وحسب؛ بل غير فاعلة أيضاً؛ إذ إنَّهم يملؤون المحتوى بها.

على سبيل المثال، هكذا سيبدو المحتوى إذا كانت الكلمة المفتاحية “أفضل أجهزة الحاسوب المحمولة” (best laptops):

هكذا سيبدو إذا كانت الكلمة المفتاحية المستهدفة “موقد خارجي” (firepit).

استخدام الكلمات المفتاحية باعتدال بدلاً من حشوها في المحتوى2

هذا صعب القراءة، أليس كذلك؟

ولكنَّ صعوبة القراءة ليست السبب الوحيد لعدم تصنيف هذه الأجزاء من المحتوى جيداً على “جوجل”؛ بل لأنَّ “جوجل” على دراية بتكتيك حشو الكلمات المفتاحية، ويفعل كل ما في وسعه لخفض ترتيب مواقع الويب التي تستخدمه.

في النهاية، لا يريد “جوجل” تصنيف موقع الويب لأنَّه يحتوي على الكلمات الصحيحة؛ بل لأنَّه يحتوي على محتوى رائع، فإذاً، عليك تجنب حشو صفحاتك بكلمات مفتاحية مزعجة ومشتتة، وفي الوقت نفسه عليك إضافة الكلمات المفتاحية المناسبة باستخدام أداة مثل “أوبر سجيست” (Ubersuggest).

Ubersuggest

اكتب الكلمة المفتاحية التي تريد استهدافها في مربع البحث، وانقر على بحث (search)، ثم انقر على “أفكار الكلمات المفتاحية” (keyword ideas) في الشريط الجانبي الأيسر لتحصل على قائمة بالكلمات المفتاحية المقترحة بناءً على حجم عمليات البحث عن كل منها، وتتضمن البيانات الأخرى تكلفة النقرة وصعوبة المنافسة عليها في البحث المدفوع والمجاني.

ستظهر الكلمات المفتاحية ذات حجم البحث الأكبر في الأعلى، فإذا كنت ترغب في عرض المزيد من الكلمات المفتاحية، فانقر فوق ذات صلة (related) أو أسئلة (questions) أعلى النتائج.

Ubersuggest 2

اختر بعض الكلمات المفتاحية لاستخدامها في جميع أجزاء محتواك، واختر كلمتين أو ثلاث كلمات فقط، وبعد ذلك، أضف تلك الكلمات إلى صفحتك بمقدار يكفي لإعلام “جوجل” بموضوع محتواك، ولا تحشرها في كل مكان فتبدو مثل خبراء القبعة السوداء.

يريد “جوجل” أن يعرف ما تتحدث عنه، لكن لن يكافئك على حشو الكلمات المفتاحية للارتقاء في الترتيب، فإذا استخدمت تكتيك حشو الكلمات المفتاحية، فستفشل، وأما إذا استخدمتها باعتدال، فستنجح.

3. اختيار اسم مناسب لعلامتك التجارية:

يختار خبراء تحسين محركات البحث الذين يتبعون أسلوب القبعة البيضاء اسم العلامة التجارية ببساطة لأنَّهم يحبونه، أو لأنَّه جميل أو يؤدي رسالة معينة، ومن المحتمل أنَّك اخترت اسم عملك أو اسم نطاقك لأنَّه جميل ويسهل تذكُّره ويشير إلى طبيعة عملك.

من ناحية أخرى، غالباً ما يختار خبراء تحسين محركات البحث الذين يتبعون أسلوب القبعة السوداء اسماً يساعدهم على الحصول على ترتيب في صفحات نتائج “جوجل”؛ إذ إنَّهم يجرون بحثاً عن الكلمات المفتاحية لتحديد أيها أكثر شعبية في مجال العمل الذي اختاروه، ثم يختارون هذه الكلمة اسماً لعلامتهم التجارية، فلماذا يفعلون ذلك؟

إذا كتب شخص ما “أفضل مسوق رقمي” في محرك بحث “جوجل” وكان هذا اسماً لعلامة تجارية لأحد خبراء تحسين محركات البحث من متبعي أسلوب القبعة السوداء، فسيكون لديه فرصة أفضل بكثير للظهور في نتائج بحث “جوجل”؛ وذلك لأنَّ “جوجل” لا يعرف تلقائياً ما إذا كان الباحث يبحث عن اسم نشاط تجاري أم موضوع معين عند كتابة هذه العبارة، وهذه ثغرة يستغلها متبعو أسلوب القبعة السوداء.

انظر إلى نتائج البحث عن عبارة “بيع منزل بسرعة في سياتل” “sell house fast seattle”؛ إذ ظهرت هذه النتيجة مشابهة جداً.

اختيار اسم مناسب لعلامتك التجارية

كما ترى، ما يزال هذا التكتيك ينجح مع متبعي أسلوب القبعة السوداء، حتى إنَّه لم يَعُد يُعَدُّ من استراتيجيات القبعة السوداء، وباتت بعض الشركات ذات السمعة الطيبة تستخدمه لتعزيز تصنيفاتها، وقد لا تكون فكرة سيئة لعملك أيضاً.

انظر على سبيل المثال إلى التشابه بين البحث عن “أفضل مسوق رقمي” (the best digital marketer) والنطاق لهذه النتيجة.

اختيار اسم مناسب لعلامتك التجارية 2

أو انظر كيف حصل موقع “كونتينت ماركيتينغ إنستيتيوت” (Content Marketing Institute) على المركز الأول في نتائج بحث “جوجل” على الأقل جزئياً بسبب اسم النطاق الذي يمتلكه.

اختيار اسم مناسب لعلامتك التجارية 3

بالطبع، يجب ألا تعتمد كلياً على اسم علامتك التجارية لتحسين محركات البحث؛ إذ عليك أيضاً إنشاء روابط خلفية واستهداف الكلمات المفتاحية المناسبة وإنشاء محتوى رائع، لكن إذا كان تغيير اسم علامتك التجارية إلى اسم يلائم تحسين محركات البحث يساعدك على الحصول على تصنيف، فحينئذٍ يعد تغييراً بسيطاً لتحقيق زيادة تلقائية في عدد الزيارات.

الأسئلة الشائعة:

1. هل يُعَدُّ تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء أسلوباً ناجحاً؟

نعم، ولكنَّ هذه الأساليب تضرك أكثر مما تنفعك، فـ “جوجل” محرك بحث قوي للغاية، ويحتوي على تقنيات مدمجة لاكتشاف المحتوى منخفض الجودة والكلمات المفتاحية والروابط غير المرغوب فيها؛ لذا في النهاية لا يستحق الأمر كل هذا العناء.

إضافة إلى ذلك، يطرح “جوجل” دائماً تحديثات جديدة للخوارزمية، مثل تحديث “سبام برين” (Spambrain) و”تحديثات هيلبفول كونتينت” (Helpful Content Updates)، وحتى إذا نجحت إحدى الممارسات في الوقت الحالي، فقد يؤدي التحديث الجديد إلى إلحاق الضرر بتصنيفك.

2. ما هي العوامل الأربعة لتحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء؟

حشو الكلمات المفتاحية:

حشو صفحة ويب بكلمات مفتاحية في محاولة للتأثير في تصنيفات محرك البحث.

الروابط المزيفة:

جهود للتأثير في نتائج بحث “جوجل” باستخدام روابط مزيفة.

عمليات إعادة التوجيه الخادعة:

الروابط التي يبدو أنَّها تشير إلى صفحة مباشرة، ولكنَّها تنقلك إلى عنوان ويب مختلف عن المطلوب.

المحتوى المكرَّر:

ممارسة نسخ ولصق نفس المحتوى إلى نطاقات فرعية أو نطاقات أخرى أو صفحات للتلاعب بالترتيب.

ما هي استراتيجية تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء مقارنة بأساليب القبعة البيضاء؟

باختصار، ممارسات تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة البيضاء هي تلك التي تروِّج لها محركات البحث، وممارسات تحسين محركات البحث باستخدام أساليب القبعة السوداء هي تلك التي تنتهك توجيهات محرك البحث.

في الختام:

أعلم أنَّ بعض هذه الاستراتيجيات قد تبدو رائعة، وربما وصفتها وصفاً جعلها تبدو براقة، ولكنَّها ليست كذلك في الحقيقة، ولستُ فخوراً بما فعلته، ولو عاد بي الزمن لما فعلت ذلك، ولو ركزت كل طاقتي على استراتيجيات تحسين محركات البحث المشروعة، لما عملت في بعض المواقع ولكان عندي موقع ويب كبير الآن.

بالتأكيد، على الأمد القصير، كنت سأجني أموالاً أقل، ولكنَّني بدأت في وقت مبكر جداً، وكان هذا سيضمن تقدمي على الجميع على الأمد الطويل.

الدروس المستفادة من هذا المقال هي:

1. الإبداع:

أفضل المسوقين هم الأكثر إبداعاً، وهذا لا يعني أنَّه يجب عليك خرق سياسات “جوجل” (يجب ألا تفعل ذلك)، ولكنَّ هذا يعني أنَّك بحاجة إلى التفكير خارج الصندوق لتحقيق النجاح (احرص على اتباع القواعد).

2. التفكير على الأمد الطويل:

قد تبدو الاستراتيجيات قصيرة الأمد ممتعة، لكن في النهاية، سيُفتضح أمرك وتكون قد أهدرت وقتك، ولقد مررتُ بأشهر جنيت فيها الملايين من هذه الاستراتيجيات، لكن لأنَّها لم تكن طويلة الأمد، فقد مررت أيضاً بأشهر مروِّعة فقدت فيها المال.

3. التعلم من استراتيجيات القبعة السوداء:

يستفيد كثير من المسوقين من استراتيجيات القبعة السوداء ليس فقط في مجال تحسين محركات البحث؛ وإنَّما في جميع أشكال التسويق، فليس عليك بالضرورة تقليد هؤلاء الأشخاص، لكن عليك التعلم منهم، واستخدام استراتيجياتهم بطريقة مشروعة، وتطبيقها على عملك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى