استراتيجيات التسويق

كيف تبني وتحافظ على نظام علامة تجارية قوية؟


هذا ما حرصت العلامات التجارية على زرعه في أذهاننا عبر حملاتها التسويقية والطرائق التي تصدر فيها ذاتها؛ فـ “فيراري” تعكس السرعة، و”رولكس” تعكس الفخامة، و”زارا” تعني الشياكة والأناقة، و”كنتاكي” و(KFC) ترمز للوجبات الشهية والطعام اللذيذ.

كيف استطاعت هذه العلامات التجارية أن تغرس هذه المعتقدات الإيجابية عنها في أذهاننا؟ وإذا ما رغبنا أن نصنع علامتنا التجارية الخاصة بنا فكيف سنستطيع التأثير في عقليات العملاء؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم في مقالنا عن تسويق العلامات التجارية، وسنوضح لك كيف تبني وتحافظ على نظام علامة تجارية قوية، فتفضل بالقراءة.

ما هي العلامات التجارية؟

قد يظن بعض الناس أنَّ العلامات التجارية هي مجرد لوغو وهوية بصرية وشعار مطبوع على المنتجات والأغلفة والموقع الإلكتروني، ولكنَّ مفهوم العلامة التجارية أعمق بكثير من ذلك على الرغم من أنَّ الهوية والتفاصيل المذكورة جزء هام منها.

يمكن تعريف مفهوم العلامة التجارية على أنَّه الممارسات التسويقية التي تُمهر باسم أو رمز أو تصميم يدل على الشركة يمكن التعرف إليه بسهولة، فيكون بذلك هوية للمنتج وعلامة فارقة تميزه عن باقي المنتجات والخدمات، وتبرز أهمية العلامة التجارية بكونها قادرة على ترك بصمة في ذهن المستهلك وانطباع لا يمكن نسيانه يتيح له معرفة الشركة وتمييزها وتوقع الخدمات والمنتجات التي تصدرها، فإذا ما رأينا شعار شركة “أديداس” فسندرك أنَّ المنتج متعلق بالتجهيزات الرياضية وليس بالأطعمة الجاهزة مثلاً.

إنَّ العلامات التجارية هي أسلوب للتميز عن المنافسين وجذب أنظار العملاء من أجل الانتباه للشركة والخدمات التي تقدمها وتقديمها على أنَّها الخيار الأفضل؛ لذا إذا ما رغبت ببناء علامتك التجارية الخاصة فعليك أن تبذل اهتماماً كبيراً في سبيل إنشاء تمثيل حقيقي لشركتك والطريقة التي تقدم نفسك بها للجمهور من المستهلكين.

من المجالات التي يمكن استثمارها في خدمة العلامة التجارية وتطويرها نذكر الإعلانات والشعار والسمعة الجيدة في السوق وخدمة العملاء والبضاعة الترويجية، وإنَّ التكامل في عمل هذه الأجزاء من شأنه أن يساهم في إنشاء ملف شخصي مميز واحترافي ولافت للانتباه من قِبل العملاء.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتطوير علامتك التجارية الشخصية فوراً

 

كيف تبني علامة تجارية؟

تحدَّثنا أنَّك قد تظن أنَّ بناء العلامة التجارية يعني إنشاء هوية وموقع إلكتروني، ولكنَّ العلامة التجارية هي هذه الجزئية، إضافة إلى تفاصيل كثيرة أخرى سنوضحها لك من أجل أن تنشئ تصوراً واضحاً وتعي كيف تبني علامة تجارية.

إليك هذه النصائح لتترك تصوراً واضحاً وتبني علامة تجارية:

1. شاهد نفسك في عيون عملائك:

إذا ما أردت أن تبني علامة تجارية قوية فعليك أن تحقق مقولة “جيف بيزوس” مالك شركة “أمازون”: “إنَّ علامتك التجارية هي ما يقوله الآخرون عنك عندما تغيب”، فإنَّ هذا القول يتشابه مع مفهوم السمعة، ويعني أن ترى علامتك التجارية من وجهة نظر عملائك عندما يتحدثون عنك لمحيطهم وأشخاص آخرين لا تربطهم أيَّة صلة بك، والأقوال التي تُحكى بحقك سواء كانت مديحاً أم انتقاداً.

2. كن خبيراً في مجالك:

من النصائح الهامة لك من أجل أن تبني علامة تجارية قوية هي بناء سعة اطلاع واسعة في المجال الذي تنوي استهدافه في السوق، فإذا ما كنت ترغب في بناء علامة تجارية في مجال الألبسة فعليك أن تكتسب خبرة في مجال الخيوط والأقمشة والقصات والطباعة وغيرها من التفاصيل المتعلقة بمجالك التي يثمر توظيفها في إنتاج موادك وخدماتك في رفع مستوى الجودة لديك وزيادة تفوقك على منافسيك.

3. احرص على التواصل الفعال مع العملاء:

من أجل أن تبني علامة تجارية قوية عليك أن تعي أهمية قنوات الاتصال مع العملاء واستثمارها في بناء اتصال جيد وفعال معهم، ويكون ذلك من خلال:

  • تصميم واجهة جذابة لمكتبك أو محلك لتوظيف البيئة في خدمة علامتك التجارية.
  • تصميم المطبوعات والمغلفات واللافتات بطريقة تلفت أنظار الجمهور وتسترعي انتباههم.
  • الوجود الرقمي عبر إنشاء موقع إلكتروني على الإنترنت وحسابات نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • الحرص على نشر محتوى جيد يحقق احتراماً لك من قِبل جمهورك (كالمشاركة في الفعاليات الخيرية مثلاً) وتوصيف منتجاتك بطريقة تبرز مزاياها وقدراتها التنافسية.
  • توظيف فريق لخدمة العملاء يتمتع بخبرات جيدة في التواصل والذكاء العاطفي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى فريق المبيعات الذي يجب أن يمتلك العديد من المهارات أهمها مهارات الإقناع والتفاوض.

4. تعلَّم مهارة الصبر:

إنَّ الصبر مهارة ضرورية من أجل أن تبني علامة تجارية قوية، وخاصة في أيامنا هذه؛ إذ التنافسات العالية تتطلب منك التزاماً طويلاً بالنهج المتفوق الذي ترسمه لنفسك والذي سيكون سبباً في تفوقك على منافسيك، فإنَّ الصبر واستمرار السعي والالتزام بالطريق الأفضل هو سر وصول علامتك التجارية إلى العالمية والشهرة، ولأنَّ بناء العلامات التجارية القوية عملية معقدة ومليئة بالتفاصيل عليك أن تصبر وتلتزم وتنسى اليأس في سبيل جني ثمار النجاح التي لا بد ستقطفها بسعيك المستمر، فما من شركة حصدت بين يوم وليلة مبيعات وأرباحاً خيالية؛ بل الأمر يكون تدريجياً ومضطرداً؛ لذا ثابر وطوِّر نفسك واحرص على أن تقدم الأفضل دائماً.

كيف تسوِّق للعلامة التجارية؟

إنَّ التسويق للعلامة التجارية يعني إثارة الوعي عند جماهير المستهلكين بالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة، وذلك عبر استخدام الحملات التسويقية والاستراتيجيات التي تهدف إلى إنشاء صورة فريدة وإيجابية للشركة تطفو في السوق وتعلق في أذهان المستهلكين، وكلما كانت الصورة التي تبنيها الشركة إيجابية ومتميزة وفريدة ومختلفة عن المنافسين، انعكس ذلك إيجاباً على العلامة التجارية ونجاحها، فإذا ما أردت أن تعرف كيف تسوق للعلامة التجارية بشكل صحيح فاتبع الخطوات الآتية:

1. صناعة هوية العلامة التجارية:

إنَّ صناعة هوية للعلامة التجارية هو جزء من التسويق للعلامة التجارية، ونقصد بالهوية مجموعة العناصر التي تقدم العلامة التجارية بصرياً للآخرين، وتتألف الهوية البصرية للعلامة التجارية من ثلاثة أجزاء هامة هي:

  • الشعار أو اللوغو والألوان الرسمية المعتمدة للهوية.
  • رؤية الشركة وأهدافها.
  • الخدمات والمعلومات التي توفرها الشركة.

يتم إنشاء الهوية البصرية استناداً إلى رسالة الشركة وأهدافها التي من الضروري أن تكون متسقة مع العلامة التجارية ومستوفية لشروط التأثير في المستهلك من حيث الألوان والأشكال والكلمات، والأهم من ذلك فريدة وغير مقلدة ويمكن تمييزها بسهولة.

2. تحديد الهدف من الهوية التجارية:

من أجل التسويق للعلامة التجارية بطريقة ناجحة لا بد من تحديد أهداف الشركة والبصمة التي ترغب بتركها وإخراجها بأسلوب موحد يبقى في ذاكرة الجماهير، وإنَّ إنشاء العلامة التجارية القوية يستند إلى الرسالة التي ترغب الشركة بإيصالها عن طريق العلامة التجارية التي من الضروري أن تحقق معايير جمالية معينة من أجل أن تكون مقبولة من الجماهير.

من أجل تحقيق الاتساق بين أهداف العلامة التجارية وهويتها يجب الاستعانة بمصمم يدرس أهداف الشركة أو المشروع ويجري بحثاً معمقاً في الشريحة المستهدفة التي يتم التوجه إليها، إضافة إلى إجراء دراسة عميقة للسوق والمنافسين والخدمات أو المنتجات التي تقدمها الشركة ليتوصل في نهاية الأمر إلى الألوان المناسبة لهويتها البصرية وشكل الشعار الذي يعكس مضمونها.

3. الطابع المميز:

إنَّ إنشاء طابع متميز للعلامة التجارية يساهم في تسويق العلامة التجارية، فالتقليد يترك انطباعاً سلبياً وهذا ما لا يرغب به أحد، أما الطابع المميز يترك بصمة خاصة للعلامة التجارية بين عشرات المنافسين الموجودين في السوق ويترك أثراً في أذهان المشاهدين، وهذا ما تطمح له العلامات التجارية جميعاً، وفي سبيل ذلك يجب المزج بين التجديد والإبداع والابتكار لتكون العلامة التجارية متفردة كبصمة الإصبع لا يمكن أن توجد منها نسختان.

شاهد بالفيديو: لماذا يُعدُّ الشِعار اللوجو مهماً للشركات الناشئة؟

 

كيف يمكن الحفاظ على العلامة التجارية؟

من الضروري جداً الحفاظ على العلامة التجارية، فهي بصمتك الخاصة في مجالك؛ لذا احرص على اتباع التعليمات الآتية:

  • استمر في استخدامها، فمن أهم طرائق الحفاظ على العلامة التجارية هي الاستمرار في استخدامها وإظهارها للآخرين؛ لذا اترك شعارك على تصميمات منصات التواصل الاجتماعي والمنتجات التي تقوم بطرحها والحملات التي تقوم بها وفي كل مكان توجد فيه.
  • جددها، فمن الضروري تجديد العلامة التجارية بين الفينة والأخرى ومن المفضل أن يتم ذلك كل خمس أو ست سنوات.
  • قم بتسجيل علامتك التجارية في السجلات الموجودة في بلادك أو السجلات العالمية إذا ما رغبت بالتفرد عالمياً، وهذا يحتم عليك البحث أولاً قبل تسجيل العلامة التجارية كي لا تكون مُستخدَمَةً بالفعل.
  • راقب الاستخدام غير المصرح به لعلامتك التجارية ولاحقه قانونياً لأنَّه من شأنه أن يسيء لسمعتك.

في الختام:

إنَّ العلامة التجارية هي الواجهة التي تقدم الشركة وخدماتها إلى المستهلكين، وهي نمط فريد يستدعي الشركة إلى ذهن العملاء عند رؤيته؛ لذا من الضروري أن يكون فريداً وبسيطاً وسهل التذكر، إضافة إلى كونه معبراً عن الشركة ونوعية الخدمات أو المنتجات التي تقدمها؛ إذ إنَّ إنشاء علامة تجارية ليس أمراً صعباً، ولكنَّ الصعوبة تكمن في إظهارها إلى النور وتركها أثراً في السوق بين المنافسين والمستهلكين، وهذا بدوره يتطلب صبراً وجهداً ومصداقية ستثمر في نهاية المطاف بتحول العلامة التجارية إلى نقطة علام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى