استشارات مالية

كيف تبقى على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المالية؟


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة “داون هالي” (Dawn Halley) والتي تُحدِّثنا فيه عن أهم التقنيات للبقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك المالية.

فلنواجه الأمر: يصبح توفير المال بشكل سريع أمراً شاقاً عندما تجد أنَّ نتائج هذا الادِّخار لا تظهر إلا بعد شهور أو سنوات في المستقبل، فلماذا إذاً ترهق نفسك بادخار المزيد وتُشعر نفسك بالحرمان الآن طالما أنَّ هدفك النهائي ما زال بعيداً جداً؟ إذا كنتَ تُسدد ديوناً، أو تُوفر المال لهدفٍ محدد أو تُخطط للتقاعد المبكر، فكيف تحافظ على عاداتك الاقتصادية عندما تشعر أنَّ التقدم بطيء أو غير موجود؟

كيف تبقى على المسار الصحيح؟

ليس غريباً أن يكون الافتقار إلى الحافز لمواصلة توفير الأموال لتحقيق أهدافك المالية مشكلةً حقيقية وغالباً ما يمنع التقدم والنجاح، ولكن لا يجب أن يكون الأمر بهذه الصعوبة، ويمكنك استعادة الدافع، وإليك كيفية البقاء على المسار الصحيح وتحقيق أهدافك المالية.

إعادة النظر في السبب:

الآن هو الوقت المناسب للتوقف برهةً وإعادة النظر في سبب توفير المال، فهل لديك ديون لتسديدها؟ وهل لديك هدف مالي محدد؟ بعد ذلك، ابحث أكثر في الأسباب، ولماذا لديك هذا الهدف؟ وماذا يعني لك عندما تنجزه؟ وكيف ستختلف حياتك بعد إنجازه؟ يجب أن يكون السبب شخصياً جداً وقوياً وذا معنى بالنسبة إليك.

على سبيل المثال: هدفي هو الاستقلال المالي أو (FI) كما يشار إليه غالباً في مجتمع الاستقلال المالي، وهذا الهدف هام للغاية بالنسبة إليَّ، وهو ما تدور حوله هذه المقالة، فلذلك عندما أشعر برغبة في الإنفاق الزائد أو التخلي عن ميزانيتي أو مجرد التصرف بكسل، أُعيد النظر في الدافع للعمل بجهدٍ كبير.

ففي الكثير من الأحيان، أتصور كيف ستكون حياتي بمجرد وصولي إلى استقلالي المادي، وأتخيل الحرية التي سأحصل عليها، والتحرر من انتظار الراتب الشهري، وحرية قضاء بعض الوقت مع عائلتي وحرية السفر، فهذه طريقة رائعة وفعالة لأصبح أكثر نشاطاً وحماسةً للبحث في بياناتي المالية ورؤية ما يمكنني القيام به ليس فقط للبقاء على المسار، ولكن لتسريع رحلتي إلى تحقيق هدف الاستقلال المالي.

أتذكَّر دائماً أنَّني أفعل ذلك عندما أشعر بعدم التحفيز وأعاني من متلازمة الكائن اللامع، أو متلازمة اللباس الجميل، أو متلازمة الوجبات الجميلة بدلاً من الطهي، وفي الواقع، منذ 10 دقائق فقط كان في إمكاني إخباركم بكل شيء عن حاجتي إلى جهاز لوحي جديد، وكان في إمكاني سرد ​​10 أسباب لماذا احتجتُ حقاً إلى واحد، فأنا حقاً أحتاجه لكتابة هذا المنشور، وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي ثقيل للغاية ومرهِق عندما أسافر، فربما سأنجز المزيد من العمل على جهاز جديد وأنيق، وتبدو الأعذار كثيرةً ومفصَّلة للغاية.

عندما يحدث هذا، أعود إلى دوافعي، وأتخيل حياتي عندما أصل بنجاح إلى أهدافي المالية، ومن ثمَّ أتخلى عن شراء أي شيء ليس ضرورياً للغاية؛ ذلك لأنَّه من الأفضل بكثير أن أعمل بجد للوصول إلى هدفي بالاستقلال المالي من أن أنفق مبلغاً كبيراً على شراء هاتف لوحي جديد، لذلك في المرة القادمة التي تشعر فيها بالرغبة في الانحراف عن المسار، أعد النظر في هدفك ولماذا تريد تحقيق هذا الهدف، فيجب أن تكون أسبابك قويةً للغاية وذات مغزى بالنسبة إليك، ودعها تكون أسباباً قويةً وخاصةً لإعادة النظر فيها دائماً.

الوضوح بشأن هدفك وكيف ستصل إلى تحقيقه بالضبط:

أمرٌ أساسي أن يكون لديك هدف، على سبيل المثال: قد تفكر في تسديد جميع ديونك هذا العام، وهذا هدفٌ رائع، ومع ذلك، ما لم تكن دقيقاً بشأن ماهيَّة الهدف وكيف تُخطط لتحقيقه، فلن يكون لديك سبب كافٍ للبقاء على المسار الصحيح، وبدلاً من ذلك، حدِّد هدفك بوضوح، وكم من الدَّين عليك سداده؟

عندما تحدد هدفك، حدِّد كيف تخطط للعمل في سبيل تحقيقه، وكم من الوقت سيستغرق ذلك، وحدِّد لنفسك بعض الأهداف المرحلية على طول الطريق، ونصيحة: عندما تُقسِّم هدفك إلى خطواتٍ صغيرة قابلة للتحقيق، سوف تستمتع بالشعور بإحراز التقدم وتشعر بالتحفيز على طول الطريق على سبيل المثال: لنفترض أنَّك تريد سداد ديونك، فإليك كيف يمكنك البدء بتحديد هدفك وإعداد نفسك لتحقيق ذلك.

أسئلة يجب طرحها:

  1. كم من المال تحتاج إلى تسديد الديون؟
  2. كم من الوقت سيستغرق القيام بذلك؟
  3. ما هي الأهداف المرحلية التي ستكون مفيدة لتحفيزك؟

أجوبة:

  1. لديَّ قدر كبير من الديون الاستهلاكية والقروض الطلابية لسدادها.
  2. نظراً لأنَّني قادر على توفير مبلغ صغير فقط شهرياً، فسوف يستغرق الأمر ما يزيد قليلاً عن عامين لسداد جميع ديوني.
  3. أُحب حقاً إنفاق المال وأشعر بالحرمان إذا لم أستطع قضاء وقت ممتع وإنفاق المال في بعض الأحيان، لذلك سأكافئ نفسي بإنفاق القليل من المال كيفما أحب مقابل كل مبلغ جيد نسبياً أُسدده من الديون، وسيؤدي هذا إلى إبطاء تقدُّمي قليلاً، لكن سيزيد من حماستي لسداد هذا المبلغ من المال في أسرع وقت ممكن.

لنفترض الآن أنَّ هدفك هو الاقتصاد في إنفاق الأموال حتى يتمكن أحد الشريكين من ترك وظيفته والبقاء في المنزل مع الأطفال:

أسئلة يجب طرحها:

  1. كم من المال تنفق أسرتك كل عام وما هو الدخل الذي تحصل عليه في العام الواحد اعتماداً على دخل شهري واحد فقط؟
  2. ما المبلغ الذي تحتاج إلى ادخاره كل شهر لتتمكن من الاعتماد على دخل واحد؟
  3. كم تحتاج من المال للادخار كصندوق طوارئ؟
  4. ما هي الفترة الزمنية التي يستغرقها خفض النفقات وتوفير أموال كافية لصندوق الطوارئ؟
  5. ما هي الأحداث التي ستُحققها على طول المسار لتبقى مُحفَّزاً؟

أجوبة:

  1. تبلغ نفقات الأسرة 85 مليوناً في السنة والهدف هو العيش من دخل واحد قدره 55 مليوناً سنوياً.
  2. بما أنَّ نفقات رعاية الأطفال وضرائب الدخل ستكون أقل، سيتم تخفيض نفقات المعيشة المنزلية الإجمالية إلى حوالي 65 مليون، وسيتبقى 10 مليون يجب عليك توفيرها من أجل خفض النفقات إلى هدفك البالغ 55 مليوناً.
  3. لكي تشعر بالراحة عند التخلي عن دخل واحد، عليك أن تُقرر أنَّ مدخراتك الطارئة يجب أن تكون قادرةً على تغطية نفقات 6 أشهر، وهذا هو 27500 مليون.
  4. أنت تُوفر حالياً مليون ليرة شهرياً والتي يمكن أن تذهب إلى مدخراتك الطارئة، وسوف يستغرق الأمر حوالي 6 أشهر لتتعلم أن تكون أكثر اقتصاداً وأن تخفض إنفاقك الإجمالي بمقدار 833 ألفاً أخرى؛ حيث تتمثل إحدى الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحقيق ذلك في إنشاء ميزانية وتقليل تناول الطعام بالخارج والسفر والإنفاق العام.
    باستخدام هذه الخطة، تجد أنَّ الأمر سيستغرق عاماً واحداً لتأمين مدخراتك الطارئة حتى 27500 مليوناً، وتقليل إنفاقك إلى الحد الذي يمكنك فيه العيش من دخل واحد.
  5. الهدف المرحلي الأول هو تقليل الإنفاق، فقررتَ أنَّك ستحصل على عشاء لطيف في الخارج للاحتفال بأول مبلغ وفرتَه من عملك الخاص، والهدف المرحلي القادم هو الاحتفال بالشهر الأول للبقاء في حدود الميزانية، والذي سيكون احتفالاً أصغر للبقاء على المسار الصحيح، أما الهدف المرحلي التالي هو ادخار 27500 ألفاً.

أخيراً، ستصل إلى الهدف النهائي المتمثل في ترك أحد الشريكين لوظيفته وإبقاء الأطفال في المنزل بدلاً من مركز الرعاية النهارية.

كما ترى من هذين المثالين المختلفَين للغاية، فإنَّ تحديد الهدف بوضوح، ورسم الخطوات اللازمة، وتحديد إطار زمني لتحقيق هدفك هو أمر حيوي لإحراز التقدم والحفاظ على الدافع، وبعد كل ذلك نستنتج أنَّ الهدف دون تخطيط هو مجرد أمنية.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة للوصول إلى الاستقرار المالي في حياتك

 

متابعة مسار التقدم:

إذا كانت لديك طبيعة تنافسية، فقد حان الوقت لاستخدامها لصالحك، فتأكَّد من أن تُتابع من أين تبدأ وكل التقدم الذي تحرزه على طول الطريق، وراقِب الفرق الذي أحدثتَه كل شهر، وتحقَّق مما إذا كان في إمكانك تعيين أهداف مرحلية صغيرة وقصيرة الأمد وتجاوزها، وإذا كنتَ تعمل مع شريكك لتحقيق هدف مالي، فابحث عما إذا كان في إمكانك ادخار أكثر مما يفعله شريكك، فمن يستطيع خفض الإنفاق أكثر؟ القليل من المنافسة الودية يمكن أن تسرع الأشياء على طول الطريق، فإذا تمكَّنتَ من توفير مبلغٍ إضافي هذا الشهر، فانظر ما إذا كان في إمكانك زيادته في الشهر المقبل.

تذكَّر، إذا كنتَ لا تتابع إنفاقك وتقدُّمك، فليس لديك أيَّة فكرة عما إذا كنتَ قد وفرتَ مبلغاً إضافياً الشهر الماضي أو أنَّك أنفقتَ هذا المبلغ؛ حيث يُعَدُّ تتبُّع تقدُّمك أمراً ضرورياً لمعرفة مدى هذا التقدم، وإلى أي مدى يجب أن تصل، أو ما إذا كانت تضحياتك مثمرةً، فلا يوجد سبب للبقاء مركِّزاً دون هذه المعرفة، ودون التركيز، تفقد أهدافك ولا تُحرز تقدُّماً، أو تتخلف عن الركب، فحدِّد بالضبط مكانك وما تحتاج إلى تعديله للبقاء على المسار الصحيح.

إعداد لوحة رؤية:

يرتبط هذا بالسبب، فإذا كنتَ بحاجة إلى مساعدة في تصوُّر ما تعمل من أجله ولماذا هو هام جداً بالنسبة إليك، فقم بإنشاء لوحة رؤية بحيث تُذكرك دائماً بما تريد تحقيقه، على سبيل المثال: قد يكون هدفك هو شراء منزل جديد، فيمكن أن تتخيل صوراً لأنواع المنازل التي تحبها، وأفكار الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية والأحياء وأفكار التصميم الداخلي.

إذا كنتَ ترغب في السفر، فيمكنك تصوُّر الأماكن التي تريد زيارتها، والأشياء التي تريد أن تأخذها معك، والثقافات التي تريد تجربتها والمعالم التي تريد رؤيتها، أو إذا كنتَ ترغب في ترك وظيفتك والتقاعد مبكراً، ففكِّر في جميع المشاريع التي تريد العمل عليها بمجرد أن يكون لديك الوقت المتاح، وأنشِئ تصوُّراً في ذهنك عن الحرية التي ستشعر بها بمجرد تحقيق الاستقلال المالي (FI).

مكافأة نفسك على تحقيق الأهداف المرحلية:

كما ذكرتُ بالفعل في الأمثلة، قد يكون من المفيد جداً الحصول على مكافأة تتطلع إليها وأنت تُحرز تقدُّماً، كما يمكن أن يكون تحقيق الأهداف طويلة الأمد أمراً صعباً للغاية إذا لم يكن هناك ما نتطلع إليه لسنوات على الطريق، فبدلاً من ذلك، قسِّم كل هدف إلى خطوات أصغر واعمل على زيادة الإنفاق قليلاً عندما تُحقق أهدافك المرحلية، فلا أحد يريد أن يبقى مقتصداً لفترة طويلة جداً، ولا أحد يستمتع بالشعور بالحرمان، لذلك إذا كان لديك شيء تتطلع إليه، فلديك فرصة أكبر بكثير للبقاء على المسار الصحيح وتحقيق أهدافك بشكل أسرع مما تتوقع.

شاهد بالفديو: كيف يمكن الوصول إلى الحرية المالية؟

 

إطلاع الأصدقاء والعائلة على خطتك وتحميل نفسك المسؤولية:

كما أنَّني لا أعتقد أنَّ أي شخص يستمتع بالشعور بالفشل، لذلك إذا كنتَ تريد حقاً الوصول إلى هدف معيَّن، فأخبِر كل شخص تعرفه بما تُخطط للقيام به وكيف ستفعله، فقد تعرف جيداً أنَّ دوافعك مُعدية، وفي أثناء تقدُّمك، سيرغب أصدقاؤك وعائلتك في الوصول إلى نتائج مُرضية مثلك، وبعد ذلك، يمكنكم جميعاً مساءلة بعضكم بعضاً؛ مما يزيد من دوافعك بشكل كبير والوقت الذي تستغرقه للوصول إلى أهدافك.

كمثال جاد، هذه المدوَّنة هي طريقتي لمساءلة نفسي، فأنا متحمسة جداً لتحقيق هدفي في الاستقلال المالي لدرجة أنَّني أرغب في إظهار نفسي للعالم وإخبار الجميع الذين سيستمعون بالضبط لما أفعله ولماذا أفعله، وهذا يعني إلى حد كبير أنَّه يجب ألا أفشل، وسأخذل نفسي وكل واحد من قرَّائي، وهذا يُشكل عامل ضغط للبقاء على المسار الصحيح.

الخلاصة:

ساعِد نفسك على منع الانتكاسات والبقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك المالية من خلال القيام بما يلي:

  • تذكَّر سبب أهمية هذا الهدف بالنسبة إليك، وأعد النظر في السبب في الكثير من الأحيان.
  • حدِّد هدفك بوضوح والخطوات التي ستتخذها لتحقيقه.
  • تتبَّع تقدُّمك.
  • أنشِئ لوحة رؤية، وهي تمثيل مرئي لدافعك.
  • حدِّد أهدافاً مرحلية لتحقيق هدفك النهائي؛ حيث تُبقيك الخطوات الصغيرة على دراية بالتقدُّم الذي تُحرزه.
  • ضع نفسك موضع المساءلة بإخبار الناس عن هدفك المالي، فربما تعطيهم الدافع لتحقيق أهدافهم الخاصة أيضاً.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى