استراتيجيات التسويق

مخاطر التسوُّق عبر الإنترنت وطرق الوقاية منها


عزَّز ظهور جائحة كورونا ميل الناس إلى التسوق عبر الإنترنت خلال فترات الإغلاق الكلي، وأصبح الوقت الذي كان مخصصاً للتسوق يُستثمر في مجالات أخرى، ولكنَّ التسوق الإلكتروني – كأيَّة بدعة جديدة – لا يخلو من المخاطر في حال سوء الاستخدام، ولقد خصَّصنا هذا المقال للحديث عن مخاطر التسوق عبر الإنترنت وطرائق الوقاية منها وتجنبها.

ما هو التسوق عبر الإنترنت؟

توجد عدة تعريفات لمفهوم التسوق عبر الإنترنت، وأولها بأنَّه متجر كبير أو مخزن يعرض بضائعه على موقع إلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي؛ متيحاً للعملاء فرصة طلب مشترياتهم إلكترونياً باستخدام اتِّصال الإنترنت، ويُوصِل الطلبات إلى عناوين محددة وباستخدام طرائق دفع مختلفة.

في تعريف آخر لمعنى التسوق عبر الإنترنت هو عمليات الشراء والبيع التي تتم عن طريق الإنترنت، والتي تكون السلع المتداولة فيها ثياباً أو منازل أو إكسسوارات أو أدوات كهربائية.

أما التعريف الأكثر شيوعاً في أيامنا الحالية، فهو وجود مواقع إلكترونية تصور المنتجات بطريقة احترافية وتكتب مواصفاتها، وتتيح للمتصفحين سلال شراء افتراضية يملؤون فيها احتياجاتهم من البضاعة، ومن ثم تتم عملية الطلب والدفع باستخدام البطاقات البنكية أو خدمة الدفع نقداً عند التوصيل.

يُعَدُّ التسوق الإلكتروني أمراً شائعاً ومنتشراً رغم حداثة عهده، وهو يتيح للزبائن طلب منتجات خارج حدود البلاد التي يسكنون فيها، كما أنَّه يوفِّر الكثير من الوقت والجهد، وهو مثالي للأشخاص غير القادرين على الذهاب إلى السوق بسبب المرض أو وجود الأطفال وغيرها من الأسباب، ولكنَّه لا يخلو من محاولات الاحتيال التي تجعل الناس حذرين منه ومترددين في استخدامه رغم ميزاته الكثيرة.

شاهد بالفديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

 

سنبدأ استعراض مخاطر التسوق عبر الإنترنت وطرائق الوقاية منها فيما يأتي:

مخاطر التسوق عبر الإنترنت:

يتعرَّض المشتري في أثناء شرائه لاحتياجاته إلكترونياً إلى بعض مخاطر التسوق عبر الإنترنت، والتي سنتحدث عنها ونوضِّح أساليبها وطرائق الوقاية منها:

1. عدم تشفير بيانات المستخدمين في بعض المواقع:

يُعَدُّ عدم تشفير بيانات المستخدمين من مخاطر التسوق عبر الإنترنت؛ وذلك لأنَّ تشفير البيانات عند إدخالها على مواقع الإنترنت يُعَدُّ أمراً في غاية الأهمية والحساسية وإجراءً للأمان لا بدَّ منه، فالمستخدمون يُدخلون معلومات حساسة عنهم مثل أرقام بطاقاتهم الائتمانية عند عمليات التسوق عبر الإنترنت؛ لذا فإنَّهم يتوقعون من المواقع التي يشترون منها الحرص على سرية معلوماتهم وحمايتها من الاختراق.

لكنَّ الأمور لا تسير على هذا النحو في بعض الأحيان، فبعض المواقع لا تُشفِّر المعلومات، وما تزال تستخدم بروتوكولات (HTTP) غير المشفرة، وشهادات الأمان (SSL) القديمة؛ مما يجعلها فريسة سهلة أمام عمليات الاختراق؛ لذا فإنَّ المواقع التي يبدأ عنوان (URL) الخاص بها ببروتوكول (HTTP) بدلاً من (HTTPS) تُعَدُّ مواقع غير موثوقة، وقد ظهر الحرص من قِبل متصفح غوغل على تحذير المستخدمين من إدخال بياناتهم فيها عن طريق وسم عناوينها باللون الأحمر.

2. تسلل الإعلانات الضارة (Adware):

تُعَدُّ الإعلانات المتسللة الضارة من مخاطر التسوق عبر الإنترنت، وهذه الإعلانات – لمن لا يعرفها – هي الإعلانات التي لا نرغب في مشاهدتها ولكنَّها تظهر لنا في أثناء عملية التصفح والتسوق عبر الإنترنت، أما السبب في وجودها فهو العوائد التي تعود بها على مالكها، والسبب الرئيس في إنشاء هذا النوع من الإعلانات هو الترويج لمنتجات بعروضات وخصومات كبيرة، وهذا هو الاستخدام المشروع لها، ولكنَّ قراصنة الإنترنت أساؤوا استخدامها وحوَّلوها إلى واحدة من مخاطر التسوق عبر الإنترنت وشن الهجمات على المواقع.

يمكن للمستخدم أن يقع في فخ هذه الإعلانات المتسللة عندما تُدمج البرامج الضارة بشيفرة الإعلانات المتسللة، فيقاد المستخدم إلى المواقع الضارة، التي تطلب بياناته الشخصية ومعلومات بطاقته الائتمانية لتتم سرقته، وفي بعض الأحيان يكون الضغط على زر X لإغلاق الإعلان طريقة للإصابة بعدوى فيروسية من هذه المواقع.

3. سرقة الهوية:

تُعَدُّ سرقة الهوية من مخاطر التسوق على الإنترنت الأكثر شيوعاً، وتُعَدُّ فترات العطلة هي أكثر الفترات التي تحدث فيها عمليات سرقات هوية المستخدمين بسبب الطلب المتزايد على التسوق عبر الإنترنت في هذه الفترات، ويعتمد مجرمو الإنترنت في عملية سرقة الهويات على اختراق مواقع الويب والحصول على بيانات تسجيل الدخول للمستخدمين وتفاصيل بطاقاتهم الائتمانية، وقد لا يستخدم السارقون أنفسهم هذه البيانات في عمليات الشراء غير المصرَّح بها؛ بل يعطون أو يبيعون هذه البيانات للمهتمين بها.

4. المتاجر الوهمية المنتشرة على الإنترنت:

تُعَدُّ المتاجر الوهمية من أبشع مخاطر التسوق على الإنترنت؛ وذلك لأنَّه – ومن سوء الحظ – ليست كل مواقع التجارة الإلكترونية موثوقة وحقيقية وصاحبة مصداقية، فالكثير من هذه المواقع يديرها أشخاص جشعون ومجرمون، يصممون متاجر وهمية تسرق بيانات العملاء الشخصية وبطاقات ائتمانهم، ويعرض أصحاب هذه المتاجر بضاعة وهمية، ويقدمون حسومات خيالية تدفع الناس إلى عملية الشراء، ولكنَّهم لا يسلمون أيَّة بضاعة أو خدمات مقابل الأموال التي اقتطعوها.

يعمل القائمون على هذه المواقع المزيفة على الترويج إلى مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الأخرى، وتقديم العروض والحسومات الخيالية لاستدراج العملاء نحو مواقعهم الكاذبة، ومن ثم النصب عليهم وسرقة أموالهم.

5. اختراق البيانات:

يُعَدُّ اختراق البيانات أيضاً من مخاطر التسوق على الإنترنت، ويحدث هذا الاختراق عندما يصل المخترقون إلى بيانات مواقع الويب بطريقة غير شرعية، فالمعلومات الشخصية التي يُدخلها المستخدمون على المواقع الإلكترونية من معلومات شخصية ومعلومات البطاقة الائتمانية في أثناء عمليات التسوق عبر الإنترنت، تكون عرضة للسرقة والاستخدام غير الشرعي إذا ما اخترق المتسللون خصوصية الموقع أو المتجر الإلكتروني؛ لذا فإنَّنا ننصح المستخدمين بتوخي الحذر والحيطة بما يتعلق بالمعلومات التي يصرحون بها لمواقع التسوق عبر الإنترنت، وننصح مالكي هذه المواقع بتأمين مواقعهم للحصول على ثقة العملاء وحماية بياناتهم من الاختراق.

شاهد بالفديو: 10 نصائح تحفظ خصوصيتك على الإنترنت

 

6. غش المواصفات:

يُعَدُّ الغش في مواصفات السلع من مخاطر التسوق عبر الإنترنت، والتي يُعَدُّ التعرُّض لها مرة واحدة كافياً لاستبعاد فكرة التسوق عبر الإنترنت مرة أخرى من ذهن المشتري؛ إذ تعمد بعض المواقع على عرض منتجاتها بطريقة براقة، وتصويرها بشكل احترافي أو عرض صور مأخوذة من الإنترنت على الموقع غير صور البضاعة الأصلية، وبعد أن يطلب العميل هذه الحاجة ويسدد ثمنها يُفاجأ عند استلامه إياها بانعدام جودتها ورداءة صنعها ونوعيتها المغايرة تماماً للوصف الذي كتب عنها على الموقع الإلكتروني، وهذه التصرفات المفتقرة للمصداقية تؤثر وبشكل سلبي كبير في سمعة التسوق على الإنترنت وتجعل الكثيرين من الناس يعزفون عن اللجوء إليه.

7. الافتقار إلى الأمان بما يتعلّق بالتسليم اليدوي:

تلجأ بعض المواقع بعد استكمال عمليات الدفع مقابل السلع إلكترونياً إلى ضرب موعد الزبون من أجل استلام مشترياته، وتُعَدُّ هذه المرحلة من مخاطر التسوق على الإنترنت، ففي بعض المواقع يُطلب موقع منزل المشتري لإيصال الطلبات إليه، فإذا لم يكن الموقع موثوقاً، يقع المشتري في مأزق كون عامل التوصيل لصاً سيحاول سرقة منزله أو الإضرار به، وهذه الخطوة قد تكون خطرة أيضاً على عمال التوصيل قي حال كان الزبائن غير أخلاقيين.

طرائق الوقاية من مخاطر التسوق على الإنترنت:

بعد الحديث عن مخاطر التسوق عبر الإنترنت لا بدَّ لنا من ذكر طرائق الوقاية منها؛ لأنَّ المزايا التي يوفرها التسوق عبر الإنترنت أعظم من أن يتم تجنبها بسبب بعض السلبيات والممارسات الخاطئة، والتي يمكن تجنُّبها والحصول على تجربة مميزة ومفيدة، ومن طرائق الوقاية من مخاطر التسوق عبر الإنترنت نذكر ما يأتي:

  1. تجنُّب التسوق عبر الإنترنت من المواقع الجديدة وغير المعروفة، والحرص على سؤال المستخدمين والاطلاع على تجارب استخدامهم للمواقع قبل البدء بالشراء منها.
  2. الانتباه إلى وجود قفل الحماية عند عنوان (URL) الخاص بالموقع، والذي يُعَدُّ بروتوكولاً عالمياً للدلالة على أمان الموقع واتِّباعه نمط تشفير البيانات.
  3. عدم إِطلاع الآخرين عبر الإيميل على البيانات الشخصية الكاملة الخاصة بنا، ومعلومات بطاقاتنا الائتمانية.
  4. تثبيت برامج الحماية الخاصة بالتسوق عبر الإنترنت على الحواسب والأجهزة التي تُستَخدَم في عملية التسوق الإلكتروني.
  5. تجنُّب عملية التسوق عبر الإنترنت باستخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، كونها تضع في يد اللصوص الكثير من المعلومات والبيانات الشخصية في حالة الاختراق.
  6. تجنُّب عمليات التسوق عبر الإنترنت باستخدام الحواسيب المخصصة للعامة كتلك الموجودة في مقاهي الإنترنت والفنادق.
  7. عدم الاستهانة بأهمية كلمات السر في عملية الأمان والحماية، والحرص دوماً على استخدام كلمات سر معقدة وطويلة وصعبة التكهن لمزيد من الأمان.
  8. عدم استخدام شبكات (WIFI) في أثناء التسوق عبر الإنترنت؛ لأنَّ ذلك يمكِّن اللصوص من معرفة كلمة السر الخاصة بك بسهولة من خلالها.
  9. الحرص على إتمام عمليات الدفع الإلكتروني الخاصة بالتسوق عبر الإنترنت باستخدام بطاقات الفيزا الخاصة بالتسوق التي تحتوي على رصيد محدد لا يمكن تجديده في حاله نفاده.
  10. بالنسبة إلى أصحاب المواقع يجب عليهم استخدام نظام الحماية الثلاثية؛ وذلك من أجل إضافة الوثوقية والأمان إلى الشراء عبر مواقعهم وجعلها آمنة بالنسبة إلى العملاء، والتأكُّد من هوية المشتري عن طريق إرسال رسالة تحتوي على كود معيَّن إلى الهاتف الشخصي الخاص بالزبون ليدخله لإتمام عملية الشراء؛ وذلك من أجل التقليل من عمليات السرقة والاختراق.

في الختام:

إنَّ التسوق عبر الإنترنت يحمل الكثير من المزايا، ويوفِّر للمشترين الكثير من الوقت والجهد، إلَّا أنَّ الممارسات اللاأخلاقية التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس، جعلت مخاطر التسوق عبر الإنترنت معوقات في انتشار هذه العملية بشكل أوسع، ولقد بينَّا في هذا المقال طرائق الوقاية من مخاطر التسوق عبر الإنترنت، لعلَّنا نساهم في حماية خصوصية المتصفحين ونضمن لهم تجربة تسوق إلكتروني ممتعة.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى