Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
استراتيجيات التسويق

ما هي أهمية التسويق الاجتماعي؟ وكيف يمكن استخدامه لتطوير العلامة التجارية؟


يعود أصل التسويق إلى العصور القديمة؛ فقد كان يعتمد على التفاوض المباشر بين البائع والمشتري، ومع تطور الحضارات الإنسانية، تطورت أساليب التسويق أيضاً، وبلغت ذروة هذا التطور في القرن التاسع عشر، فقد ظهرت في هذا القرن مصطلحات تسويقية جديدة، مثل “العلامة التجارية” و”الإعلان” و”التسعير”، وفي القرن العشرين ظهرت وسائل تسويقية جديدة، مثل التلفزيون والراديو والإنترنت، وأصبحت الشركات أكثر تركيزاً على بناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء.

اليوم، أصبح التسويق علماً وفناً قائماً على أسس علمية، وتعتمد الشركات والمؤسسات في تسويق منتجاتها وخدماتها على مجموعة من الأدوات والتقنيات والأساليب الحديثة، التي يندرج ضمنها مصطلح يدعى التسويق الاجتماعي، وسنتعرف إليه بشكل مفصل في هذا المقال، وكيف يمكن استخدامه في تحسين وتطوير العلامة التجارية.

ما هو التسويق الاجتماعي؟

التسويق الاجتماعي هو عملية استخدام تقنيات التسويق التجاري للتأثير في الرأي العام، بهدف حثِّ الأفراد على اكتساب سلوك جديد من شأنه أن يحسِّن نوعية حياتهم وصحتهم.

يختلف التسويق الاجتماعي عن التسويق التجاري في أنَّ هدفه الأساسي هو الصالح العام وليس الربح المادي، ويستخدم التسويق الاجتماعي مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات، مثل الإعلان والعلاقات العامة والحملات التوعوية، لتغيير السلوكات التي تؤثر في المجتمع تأثيراً سلبياً.

أهمية التسويق الاجتماعي:

يُعَدُّ التسويق الاجتماعي أداة هامة لتحسين نوعية الحياة في المجتمعات، فهو يساعد على:

  1. حماية البيئة.
  2. تعزيز الصحة العامة.
  3. تقليل الفقر.
  4. تعزيز المساواة الاجتماعية.
  5. بناء مجتمعات أكثر استقراراً وازدهاراً.
  6. زيادة الوعي بقضايا اجتماعية معينة.
  7. تغيير المواقف تجاه هذه القضايا.
  8. حثُّ الأفراد على اتخاذ سلوكات إيجابية.
  9. بناء علاقات طويلة الأمد مع الجمهور المستهدف.

خصائص التسويق الاجتماعي:

يتميز التسويق الاجتماعي بمجموعة من الخصائص التي تميِّزه عن التسويق التجاري، ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي:

1. التركيز على القضايا الاجتماعية:

يركز التسويق الاجتماعي على القضايا الاجتماعية، مثل الصحة العامة والتعليم والبيئة، ولا يهدف إلى الترويج لمنتجات أو خدمات؛ بل إلى تحقيق أهداف اجتماعية محددة، مثل زيادة الوعي بمخاطر التدخين أو تعزيز السلوكات الصحية.

2. السعي نحو التغيير السلوكي:

يهدف التسويق الاجتماعي إلى تغيير سلوك الأفراد أو المجتمعات نحو تحقيق أهداف اجتماعية محددة، ولا يهدف إلى مجرد زيادة الوعي بقضايا اجتماعية معينة؛ بل إلى حث الأفراد على اتخاذ إجراءات إيجابية.

3. استخدام أدوات وتقنيات التسويق:

يستخدم التسويق الاجتماعي أدوات وتقنيات التسويق التجاري، مثل الإعلان والعلاقات العامة والتسويق الرقمي، ومع ذلك، فإنَّ التسويق الاجتماعي يستخدم هذه الأدوات والتقنيات لتحقيق أهداف اجتماعية محددة.

4. التعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى:

يتعاون التسويق الاجتماعي مع الجهات الفاعلة الأخرى، مثل الحكومات والشركات والأفراد، لتحقيق الأهداف الاجتماعية، ولا يعتمد التسويق الاجتماعي على جهود فردية أو منظمة واحدة؛ بل يعتمد على تعاون مختلف الجهات الفاعلة لتحقيق الأهداف الاجتماعية.

من خلال هذه الخصائص، يُعَدُّ التسويق الاجتماعي أداة فعالة يمكن استخدامها لتحقيق أهداف اجتماعية إيجابية.

استراتيجيات التسويق الاجتماعي:

توجد بعض استراتيجيات التسويق الاجتماعي التي يمكن استخدامها لتحقيق أهداف اجتماعية محددة، وفيما يأتي أبرز هذه الاستراتيجيات:

1. الحملات التوعوية:

تركز الحملات التوعوية على زيادة الوعي بقضايا اجتماعية معينة، وعادةً ما يتم استخدام هذه الاستراتيجية لزيادة الوعي بمخاطر السلوكات الاجتماعية السلبية، أو لتعزيز السلوكات الاجتماعية الإيجابية.

2. حملات التغيير السلوكي:

تركز حملات التغيير السلوكي على حث الأفراد على تغيير سلوكاتهم، وعادةً ما يتم استخدام هذه الاستراتيجية لتعزيز السلوكات الصحية أو الصديقة للبيئة أو الآمنة.

شاهد بالفديو: ما هي مراحل عملية التسويق؟

 

3. مبادرات الشراكة:

تركز مبادرات الشراكة على التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة لتعزيز قضية اجتماعية معينة، وعادةً ما يتم استخدام هذه الاستراتيجية لجمع الموارد وزيادة التأثير.

4. استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية:

تُعَدُّ وسائل الإعلام الاجتماعية أداة قوية يمكن استخدامها للتسويق الاجتماعي، وعادةً ما يتم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لإنشاء محتوى جذاب ومفيد يتناول القضايا الاجتماعية التي تهم الجمهور المستهدف.

5. التسويق القائم على التأثير:

يركز التسويق القائم على التأثير على بناء علاقات مع الأفراد الذين يمكنهم أن يؤثروا في الآخرين، وعادةً ما يتم استخدام هذه الاستراتيجية لتعزيز السلوكات الاجتماعية الإيجابية من خلال المؤثرين أو قادة الرأي.

6. التسويق القائم على السلوك:

يُركز التسويق القائم على السلوك على قياس السلوك الفعلي للأفراد، وعادةً ما يتم استخدام هذه الاستراتيجية لتحديد ما إذا كانت الحملات التسويقية الاجتماعية فعالة في تحقيق أهدافها.

مراحل التسويق الاجتماعي:

يُعَدُّ التسويق الاجتماعي عملية منظَّمة تتكون من مراحل عدة تهدف إلى تغيير سلوك الأفراد أو المجتمعات نحو تحقيق أهداف اجتماعية محددة، وتتمثل هذه المراحل فيما يأتي:

1. تحديد المشكلة أو القضية:

في هذه المرحلة يتم تحديد المشكلة أو القضية الاجتماعية التي سيتم التركيز عليها في الحملة التسويقية الاجتماعية، ويجب أن تكون المشكلة أو القضية ذات أهمية اجتماعية كبيرة، وأن تكون قابلة للحل من خلال التسويق الاجتماعي.

2. تحديد الجمهور المستهدَف:

في هذه المرحلة يتم تحديد الجمهور المستهدف بالحملة التسويقية الاجتماعية، ويجب أن يكون الجمهور المستهدف محدَّداً بدقة حتى يتم تصميم الحملة التسويقية بشكل فعال.

3. تحديد الرسالة:

في هذه المرحلة يتم تحديد الرسالة التي سيتم إيصالها إلى الجمهور المستهدف، ويجب أن تكون الرسالة واضحة ومختصرة وسهلة الفهم، وأن تخاطب احتياجات ورغبات الجمهور المستهدف.

4. اختيار القنوات:

في هذه المرحلة يتم اختيار القنوات التي سيتم استخدامها للتواصل مع الجمهور المستهدف، ويجب أن تكون القنوات المختارة مناسبة للجمهور المستهدف والرسالة التي سيتم إيصالها.

5. تنفيذ الحملة:

في هذه المرحلة يتم تنفيذ الحملة التسويقية الاجتماعية وفقاً للخطة التي تم وضعها، ويجب أن يتم تنفيذ الحملة بدقة وفاعلية، حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوة منها.

6. قياس النتائج:

في هذه المرحلة يتم قياس النتائج التي تم تحقيقها من الحملة التسويقية الاجتماعية، ويجب أن يتم قياس النتائج بشكل دقيق حتى يتم تحديد مدى نجاح الحملة.

خطوات نجاح حملات التسويق الاجتماعي:

فيما يأتي بعض الخطوات لنجاح حملات التسويق الاجتماعي:

1. تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس:

يجب أن يكون لدى كل حملة تسويق اجتماعي أهداف محددة وقابلة للقياس.

2. فهم الجمهور المستهدف:

يجب أن تفهم الحملات التسويقية الاجتماعية جمهورها المستهدف جيداً حتى يتم تصميمها بشكل فعال.

3. استخدام قنوات تواصل فعالة:

يجب أن تستخدم الحملات التسويقية الاجتماعية قنوات تواصل فعالة للوصول إلى الجمهور المستهدف.

4. قياس النتائج بدقة:

يجب أن تقيس الحملات التسويقية الاجتماعية نتائجها بدقة حتى يتم تحديد مدى نجاحها.

التسويق الاجتماعي أداة فعالة لتغيير السلوكات الاجتماعية، ومن خلال اتباع الخطوات المذكورة آنفاً، يمكن للشركات والمؤسسات إطلاق حملات تسويقية اجتماعية فعالة تساهم في تحقيق أهداف اجتماعية إيجابية.

شاهد بالفديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

 

ما هي القضايا والمشكلات المجتمعية التي يُستخدَم فيها التسويق الاجتماعي؟

يُستخدَم التسويق الاجتماعي في مجموعة متنوعة من القضايا والمشكلات المجتمعية، مثل:

1. الصحة العامة:

يُستخدَم التسويق الاجتماعي لتعزيز السلوكات الصحية، مثل التغذية السليمة وممارسة الرياضة والكشف المبكر عن الأمراض.

2. التعليم:

يُستخدَم التسويق الاجتماعي لزيادة الالتحاق بالمدارس وتحسين مخرجات التعليم.

3. البيئة:

يُستخدَم التسويق الاجتماعي لتعزيز السلوكات الصديقة للبيئة، مثل إعادة التدوير وترشيد استهلاك الطاقة.

4. السلامة:

يُستخدَم التسويق الاجتماعي لتعزيز السلوكات الآمنة، مثل ارتداء حزام الأمان والامتثال لقوانين المرور.

5. العدالة الاجتماعية:

يُستخدَم التسويق الاجتماعي لتعزيز المساواة الاجتماعية، مثل القضاء على التمييز العنصري والجندري.

كيف يمكن استخدام التسويق الاجتماعي في تحسين العلامة التجارية؟

يمكن استخدام التسويق الاجتماعي في تحسين العلامة التجارية بطرائق عدة، منها:

1. زيادة الوعي بالعلامة التجارية:

يمكن للتسويق الاجتماعي أن يساعد على زيادة الوعي بالعلامة التجارية من خلال زيادة الوعي بقضايا اجتماعية معينة تدعم العلامة التجارية، على سبيل المثال، إذا كانت شركة تبيع ملابس صديقة للبيئة، فقد تطلق حملة تسويق اجتماعي لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

2. تحسين صورة العلامة التجارية:

يمكن للتسويق الاجتماعي أن يساعد على تحسين صورة العلامة التجارية من خلال إظهار العلامة التجارية على أنَّها شركة مسؤولة اجتماعياً، على سبيل المثال، إذا كانت شركة تدعم حملة لمساعدة الأطفال، فقد تنشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الحملة.

3. بناء علاقات مع العملاء: 

يمكن للتسويق الاجتماعي أن يساعد على بناء علاقات مع العملاء من خلال إنشاء محتوى جذاب ومفيد يتناول القضايا التي تهم العملاء، على سبيل المثال، إذا كانت شركة تبيع منتجات صحية، فقد تنشر مقالات على مدونتها عن كيفية تناول الطعام الصحي.

إقرأ أيضاً: أشهر خرافتين حول التسويق عبر البريد الإلكتروني

أمثلة عن التسويق الاجتماعي:

فيما يأتي بعض الأمثلة عن التسويق الاجتماعي:

1. حملة “أنا أقرأ” لزيادة الوعي بأهمية القراءة: 

أطلقت شركة “جوجل” حملة “أنا أقرأ” لزيادة الوعي بأهمية القراءة، وقد تضمنت هذه الحملة إنشاء محتوى جذاب ومفيد عن القراءة، والتعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية لنشر الوعي بأهمية القراءة.

2. حملة “كن صديقاً للبيئة” لتعزيز السلوكات الصديقة للبيئة:

أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية حملة “كن صديقاً للبيئة” لتعزيز السلوكات الصديقة للبيئة، وقد تضمنت هذه الحملة حملات توعية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومبادرات لتحسين البنية التحتية البيئية.

3. حملة “لا للتمييز” لتعزيز المساواة الاجتماعية:

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حملة “لا للتمييز” لتعزيز المساواة الاجتماعية، وقد تضمنت هذه الحملة حملات توعية عن مخاطر التمييز، ومبادرات لتعزيز القبول والتنوع.

4. شركة Nike:

تدعم شركة (Nike) عدداً من القضايا الاجتماعية، مثل المساواة بين الجنسين، والرياضة للجميع، وقد ساعدت هذه الحملة على تحسين صورة الشركة بوصفها شركة مسؤولة اجتماعياً.

5. شركة Dove: 

أطلقت شركة (Dove) حملة (Real Beauty) لتعزيز القبول الذاتي، وقد ساعدت هذه الحملة على تحسين صورة الشركة بوصفها شركة تدعم الجمال الطبيعي.

6. شركة Patagonia:

تدعم شركة (Patagonia) الحفاظ على البيئة، وقد ساعدت هذه الحملة على تحسين صورة الشركة بوصفها شركة تهتم بالبيئة.

في الختام:

يُعَدُّ التسويق الاجتماعي أداة فعالة يمكن استخدامها لتحقيق أهداف اجتماعية إيجابية، فمن خلال التركيز على القضايا الاجتماعية، وهدف التغيير السلوكي، واستخدام أدوات وتقنيات التسويق، والتعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى، يمكن للتسويق الاجتماعي المساهمة في بناء مجتمعات أكثر صحةً ورفاهيةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى