استراتيجيات التسويق

ماذا تخبرنا توقعات تحسين محركات البحث وهل يعد استخدامها نافعاً؟


في هذا المقال، سنتحدَّث عن توقعات تحسين مُحرِّكات البحث ومتى يكون ناجحاً أو غير ناجح، وسننظر أيضاً في الأنواع المختلفة للتنبؤ التي يمكنك استخدامها، إضافة إلى إيجابيات وسلبيات كل طريقة، وسنتحدث عن عيوب التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث كمفهوم، وما عليك التفكير فيه بدلاً من ذلك.

لنبدأ بمناقشة القيمة المحتملة للتنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث في المقام الأول.

ما هو التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث وما هي أهميته؟

التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث هو التنبؤ بالتغييرات في ظهور موقعك على مُحرِّكات البحث وتقديرها، ويشمل ذلك عوامل مثل الزيارات المجانية وتصنيفات الكلمات المفتاحية وغيرها، وبمحاولة التنبؤ بالمستقبل، يمكنك التخطيط مقدماً واتخاذ قرارات مدروسة عن أفضل طريقة لتحسين تصنيف موقعك على صفحات نتائج مُحرِّك البحث (SERPs).

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك لاحظت تضاؤل عدد الزيارات إلى موقعك بسبب التغييرات في صفحات نتائج مُحرِّك البحث، ففي هذه الحالة، قد تحاول استخدام التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث لمساعدتك على تحديد المشكلات المحتملة ووضع استراتيجيات عن كيفية تحسين ظهور موقعك.

إنَّ معرفة تصنيف موقعك على مُحرِّكات البحث هام، ولكن فهم كيف سيكون في المستقبل أهم، وعن طريق التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث، من الناحية النظرية، يمكنك تحديد المشكلات المحتملة واتخاذ الإجراءات لمعالجتها قبل أن تصبح حقيقة واقعة، وقد يشمل ذلك صناعة محتوى عن موضوعات محددة أو تقديم استراتيجيات جديدة مثل بناء الروابط.

عند استخدامه في المواقف المناسبة، قد يعطيك التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث فكرة عن الأداء بمرور الوقت حتى تتمكن من تتبع التقدم والتعديل حسب الحاجة، وقد يساعدك أيضاً على البقاء في صدارة المنافسة وضمان تحسين موقعك لتحقيق النجاح دائماً.

مع ذلك، لن يؤدي التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث إلى توقع المشهد المستقبلي بأكمله بطريقة سحرية، إذ توجد عدة عوامل يجب مراعاتها تتعلق بالموسم والتوجهات الاقتصادية الأكبر، والتي يمكن أن تؤثر في نموِّك المجاني وهذه العوامل لا يمكن لأي عملية تنبؤ اكتشافها.

لذلك عندما نتحدث عن التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث وفوائده، فأفضل ما يقدمه لك هو مساعدتك على اتخاذ القرارات، ولكنَّه ليس المصدر الوحيد الصحيح، فإذا قررت استخدامه، استخدمه جنباً إلى جنب مع أفضل الممارسات العامة مثل التجربة والخبرة وسعة المعرفة والجدارة بالثقة، إضافة إلى نجاحاتك أو الصعوبات السابقة.

تذكر أنَّك لا تستطيع تحديد أداء البحث بدقة إلا بعد إجرائه، وهذا ما ينطبق على أي موقف تسويقي تقريباً، مع ذلك، دعنا نتحدث عن بعض أنواع التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث التي قد تكون مفيدة عند استخدامها في هذه المواقف.

شاهد بالفيديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

 

أنواع التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث:

يمكننا استخدام عدة طرائق للتنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث، والتي يتضمن أكثرها شيوعاً تتبع الكلمات المفتاحية ودراسة التحليلات وإجراء بحوث عن المنافسين، فدعونا نلقي نظرة فاحصة على كل منها.

1. تتبع الكلمات المفتاحية:

يستخدم هذا النوع من التنبؤات تصنيفات الكلمات المفتاحية للتنبؤ بالتوجهات المستقبلية، وبمراقبة كيفية ترتيب كلمات مفتاحية محددة بمرور الوقت من خلال البحث عن الكلمات المفتاحية، يمكنك تحديد أي تغييرات محتملة في صفحات نتائج مُحرِّك البحث وتعديل استراتيجية تحسين مُحرِّكات البحث بناءً على ذلك.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تدير متجراً للتجارة الإلكترونية يبيع أحذية رياضية، لبدء تتبع الكلمات المفتاحية، ابدأ بتجميع قائمة بالكلمات المفتاحية ذات الصلة التي قد يستخدمها العملاء المحتملون للعثور على منتجاتك، مثل “أحذية الجري” و”الأحذية الرياضية” و”أحذية التمرين”.

يمكنك بعد ذلك استخدام أداة تتبع الكلمات المفتاحية لمراقبة أدائها في تصنيفات مُحرِّك البحث بمرور الوقت، وبتحليل هذه البيانات، يمكنك تحديد التوجهات واتخاذ قرارات تعتمد على البيانات لتحسين محتوى موقعك الإلكتروني وتحسين ظهوره في مُحرِّك البحث.

إيجابيات تتبع الكلمات المفتاحية:

  • إعداده سهل وسريع.
  • يمكن بسهولة تتبع التغييرات في تصنيفات الكلمات المفتاحية بمرور الوقت
  • يسمح باتخاذ إجراءات فورية عندما تتغير صفحة نتائج مُحرِّك البحث.

سلبيات تتبع الكلمات المفتاحية:

  • قد لا يكتشف جميع الكلمات المفتاحية ذات الصلة.
  • قد تختلف النتائج باختلاف دقة أداة التتبع المُستخدِمة.

2. دراسة التحليلات:

تقوم هذه الطريقة على تحليل بيانات موقع الويب باستخدام جوجل أناليتكس (Google Analytics) للحصول على معلومات عن سلوك المُستخدِم والزيارات إلى الموقع والتحويلات، فبالنظر إلى هذه المعلومات، يمكنك فهم كيفية تفاعل المُستخدِمين مع موقعك، وما إذا كان ذلك يتوافق مع أهدافك المتعلقة بسلوكهم، ويساعدك هذا على تحسين البحث المجاني بحيث يكون موقعك مرئياً أكثر للعملاء المحتملين.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تدير موقعاً للتجارة الإلكترونية لبيع مستلزمات الحيوانات الأليفة، فبتحليل بيانات الزيارات إلى موقعك، تلاحظ أنَّ مصدر معظمها هو الهاتف المحمول.

مع ذلك، فإنَّ معدل ارتداد الزيارات باستخدام الهاتف المحمول أعلى من معدل ارتداد الزيارات باستخدام الحاسوب، وهذا يشير إلى أنَّ الزوار يواجهون مشكلة في التنقل في موقعك باستخدام أجهزتهم المحمولة، ولتحسين تجربة مُستخدِم الهاتف المحمول وتقليل معدل الارتداد، يمكنك الاستثمار في تصميم موقع ويب متوافق مع الأجهزة المحمولة أو تحسين سرعة الموقع أو تبسيط قائمة التنقل.

صحيحٌ أنَّ يونيفرسال أناليتكس (Universal Analytics) سيتوقف في شهر تموز/يوليو 2023، ولكن لا تقلق، سيكون جوجل أناليتكس 4 (Google Analytics 4) متاحاً بعد ذلك، فجوجل أناليتكس 4 هو أحدث إصدار من جوجل أناليتكس ويأتي مع مجموعة من الميزات والإمكانات الجديدة، مثل تحسين التتبع عبر الأجهزة وإحصاءات التعلم الآلي والتكامل الأعمق مع إعلانات جوجل؛ لذلك من الجيد أن تبدأ في التخطيط لعملية الانتقال إلى جوجل أناليتكس 4 لضمان حصولك على وصول غير متقطع إلى بيانات موقع الويب الثمينة.

إيجابيات دراسة التحليلات:

  • توفر معلومات قيمة عن سلوك المُستخدِم وأداء موقع الويب.
  • تساعد على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
  • تتيح اتخاذ قرارات قائمة على البيانات فيما يتعلق باستراتيجية تحسين مُحرِّكات البحث وصناعة المحتوى.
  • تسمح بتتبع مؤشرات الأداء الرئيسة (KPIs) والعائد على الاستثمار.
  • توفر فهماً أفضل للجمهور المستهدف واحتياجاتهم وخياراتهم المفضلة.

سلبيات دراسة التحليلات:

  • قد تتأثر البيانات بعوامل خارجة عن سيطرتك، مثل التغييرات التي تطرأ على خوارزميات مُحرِّك البحث أو سلوك المُستخدِم.
  • تتطلب وقتاً وموارد وخبرة لإعدادها وإدارتها بنجاح.
  • قد يكون تحليل كميات كبيرة من البيانات أمراً مرهقاً ومربكاً دون وجود هدف واضح.

3. إجراء بحث عن المنافسين:

في هذا النوع من التنبؤ، عليك تحليل استراتيجيات تحسين مُحرِّكات البحث لدى منافسيك وتقارنها باستراتيجيتك، ويساعدك هذا على تحديد أي نقاط ضعف محتملة في نهجهم حتى تتمكن من الاستفادة منها والبقاء في المقدمة.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تمتلك متجراً صغيراً يبيع الشموع المصنوعة يدوياً عبر الإنترنت، فمن خلال إجراء بحث عن منافسيك، يمكنك تحديد الكلمات المفتاحية التي تظهر أسماؤهم في مقدمة النتائج عندما يبحث متصفحو الإنترنت عنها، وأنواع المحتوى التي يستخدمونها، والروابط الخلفية التي لديهم، ويمكنك بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لصياغة استراتيجية تحسين مُحرِّكات البحث الخاصة بك.

ربما تلاحظ أنَّ أحد منافسيك يحتل تصنيفاً جيداً للكلمة المفتاحية “شموع طبيعية”، ومن خلال صناعة محتوى عالي الجودة يتمحور حول تلك الكلمة المفتاحية وبناء روابط خلفية ذات صلة، يمكنك تحسين فرصك في احتلال تصنيف جيد لهذا المصطلح.

بالمثل، قد تجد أنَّ منافسيك يصنعون محتوى فيديو للترويج لمنتجاتهم، فمن خلال الاقتداء بهم وإنشاء مقاطع الفيديو الخاصة بك، يمكنك زيادة ظهورك وتفاعلك.

إيجابيات إجراء بحث عن المنافسين:

  • يسمح لك بمعرفة ما ينجح مع منافسيك.
  • يمنحك فكرة عن استراتيجيات تحسين مُحرِّكات البحث الأكثر فاعلية في مجالك.
  • يتيح لك الاستناد إلى معيار في مجال عملك والعمل على أساسه.

سلبيات إجراء بحث عن المنافسين:

  • ليس من الضروري أن يضع منافسوك على الصدارة في حسبانهم نتائج صفحات نتائج مُحرِّكات البحث ممن يعملون خارج مجال عملك.
  • يمكن أن تكون النتائج غير موضوعية بناءً على مصدر البيانات.

عموماً، قد يكون التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث محدوداً من بعض النواحي، ولكن ربما يكون ذا قيمة إذا تعاملت بواقعية مع قيوده واخترت نوعاً معيناً له فوائد تفوق مجرد التنبؤ.

مع وضع ذلك في الحسبان، نحتاج الآن إلى مناقشة المقاييس التي ستتبعها مع هذه الأنواع.

شاهد بالفيديو: كيف يمكنك كتابة محتوى مميز لموقعك؟

 

ما هي المقاييس التي يجب عليك تتبعها للتنبؤ بتحسين مُحرِّك البحث؟

عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث، فإنَّ لكل شركة أهدافاً ومجالات تركيز مختلفة، وستظهر هذه المقاييس عموماً في معظم استراتيجيات التنبؤ، على الرغم من:

1. الزيارات المجانية:

تشير الزيارات المجانية إلى عدد الزوار الذين وصلوا إلى موقعك الإلكتروني من خلال نتائج البحث التي ظهرت فيها مجاناً، ومن الهام أن تتبع الزيارات؛ فكلما زاد عدد الزيارات المجانية، زادت احتمالية جذب العملاء المحتملين إلى موقعك الإلكتروني.

من خلال تحليل الزيارات المجانية، يمكنك تحديد الصفحات التي تعمل على نحو جيد وتلك التي تحتاج إلى تحسين، على سبيل المثال، إذا لاحظت أنَّ أحد مقالاتك يحصل على عدد كبير من الزيارات المجانية، فعليك صناعة مزيد من المحتوى عن هذا الموضوع لجذب مزيد من الزوار.

2. تصنيف الكلمات المفتاحية:

تشير تصنيفات الكلمات المفتاحية إلى ترتيب موقعك في صفحات نتائج مُحرِّك البحث (SERPs) عند البحث عن كلمات مفتاحية معينة، ويعد تتبع تصنيفات الكلمات المفتاحية أمراً هاماً لأنَّه يساعدك على فهم مدى جودة أداء موقعك الإلكتروني عند البحث عن كلمات مفتاحية معينة.

من خلال تحليل تصنيفات الكلمات المفتاحية الخاصة بك بمرور الوقت، يمكنك تحديد الكلمات المفتاحية التي تحتل فيها تصنيفاً جيداً وتلك التي عليك تحسين أداءك فيها، على سبيل المثال، إذا لاحظت أنَّ موقعك الإلكتروني يحتل تصنيفاً سيئاً عند استخدام كلمة مفتاحية معينة ذات صلة بعملك، فعليك صناعة مزيد من المحتوى عن هذه الكلمة المفتاحية لتحسين تصنيف موقعك.

3. الروابط الخلفية:

هي الروابط من مواقع الويب الأخرى التي تشير إلى موقعك، وهي هامة لأنَّها تنبه جوجل إلى أنَّ مواقع الويب الأخرى تعد محتواك ذا قيمة وموثوقاً به، ومن خلال تحليل الروابط الخلفية الخاصة بك، يمكنك تحديد مواقع الويب التي تضع روابط محتواك وتعديل استراتيجيتك بناءً على ذلك.

على سبيل المثال، إذا لاحظت أنَّ أحد المنافسين لديه كثير من الروابط الخلفية من موقع ويب معين، فيمكنك محاولة الحصول على روابط خلفية من نفس الموقع لتحسين ظهورك.

4. معدل الارتداد:

يشير إلى النسبة المئوية للزائرين الذين يغادرون موقعك بعد مشاهدة صفحة واحدة فقط، وقد يكون معدل الارتداد المرتفع علامة على وجود مشكلات في تجربة المُستخدِم لموقعك على الويب، فمن خلال تحليل معدل الارتداد، يمكنك تحديد الصفحات التي تتسبب في مغادرة الزوار وإجراء تحسينات على تلك الصفحات.

على سبيل المثال، إذا لاحظت أنَّ معدل الارتداد لديك مرتفع في صفحة هبوط (landing page) معينة، فعليك إجراء تغييرات على التنسيق أو المحتوى لجعله أقدر على جذب الزوار.

بفهم هذه المقاييس، يمكنك الحصول على فكرة أفضل عن كيفية أداء موقعك الإلكتروني، وما الذي يهتم به جمهورك المستهدف (أو لا يهتم به)، وما هي التغييرات التي يجب إجراءها لتحسين تصنيفك في صفحات نتائج مُحرِّك البحث.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن ماهية التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث وأهميته وأنواعه وعن المقاييس التي يجب اتباعها للتنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث، وسنتحدَّث في الجزء الثاني والأخير عن الأدوات التي يجب استخدامها وعن إيجابيات وسلبيات التنبؤ بتحسين مُحرِّكات البحث ومتى يجب عدم استخدامه وعن بدائل له إضافة إلى الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى