كيف تفاوض على زيادة الراتب بطريقة فعالة؟ (الجزء الأول)
قد تبدو مفاوضات الرَّاتب مخيفة ما لم تستعد لها، فعندما تطالب بالعلاوة في الوقت المناسب، تكون مستعدَّاً لتقديم المعلومات اللازمة التي تثبت حقَّك بالحصول على العلاوة، وأنَّك معتاد على استراتيجيات التفاوض على الرَّاتب، وقادر على مناقشة مديرك بروح إيجابية.
أسباب المطالبة بزيادة الرَّاتب:
من المستحسن إجراء عملية تقييم للأموال التي تكسبها سنوياً، فعليك النظر في وضع وظيفتك والتفكير في طلب علاوة في الحالات الآتية:
1. القيام بأعمال إضافية:
عندما تثبت كفاءتك في العمل، يتم الاعتماد عليك في المزيد من المسؤوليات التي تتجاوز الوصف الوظيفي الأوَّلي الذي تعيَّنت في الشركة على أساسه، وفي حال أنَّك تتولى أعباء وظيفية مجهدة في الآونة الأخيرة، أو أنَّه يُطلب منك باستمرار استلام مهام بقية أعضاء الفريق، أو أنَّ مديرك طلب منك للتو استلام أعمال إضافية، فإنَّ الوقت حان لطلب زيادة في الرَّاتب.
2. مساعدة الشركة على تحقيق هدف مرحلي كبير:
يجب الاحتفاظ بسجل للأعمال لتدوين الأهداف المرحلية التي حققتها في وظيفتك، والقيمة التي أضفتها للشركة، والجهود التي بذلتها في مساعدة الشركة على تحقيق أهدافها، وعليك أن تهتمَّ بابتداع طرائق مبتكرة للمساهمة في الشركة والحرص على نيل الفضل في هذه المساهمات.
3. إدارة الموظفين الآخرين:
إنَّ الإشراف على الآخرين مسؤولية كبيرة تسهم في تخفيف عبء العمل عن مشرفك؛ لذلك عليك أن تطالب بزيادة الرَّاتب إذا كنت تقوم بإدارة مزيد من الأفراد، لأنَّك قد تخصِّص جزءاً كبيراً من ساعات عملك في رفع مستوى الموظفين الآخرين في الشركة، ومن ثم المساهمة في تحقيق الأرباح في الشركة مباشرة.
4. الحصول على تقييمات أداء ممتازة باستمرار:
عليك أن تستعد قبل الذهاب إلى جلسة تقييم الأداء لطلب علاوة عندما يكون تقييمك مرتفعاً، وذلك لأنَّ مديرك سيتبين أنَّ وجودك بالغ الأهمية للشركة ممَّا يجعل الظرف مثالياً لمفاوضة أمر الرَّاتب.
من البديهي أن تطلب علاوة عندما تحصل على ترقية أو لقب وظيفي جديد، وهو ما يتم عادة خلال تقييمات الأداء.
5. ازدياد إيرادات الشركة التي تعمل فيها:
تنشر معظم الشركات الإيرادات الربع فصلية، وتفصح عن النجاحات المالية، ومن ثم عند زيادة أرباح الشركة، يكون الوضع مناسباً لزيادة راتبك الحالي.
6. القيمة السوقية لمنصبك أعلى من راتبك:
يجب أن تبحث عن لقبك الوظيفي في منطقتك الجغرافية لتقارن رواتب الوظائف المشابهة مع عملك الحالي ومعدل أجرك، على أن تستند في مقارنتك على حجم الشركة والواجبات الوظيفية للتأكد من أن تتلقَّى أجراً يضاهي سعر السوق.
7. الحصول على عرض عمل من شركة أخرى:
عليك أن تخبر الشركة عن عرض العمل الذي تلقيته سواء من شركة منافسة أم في أثناء بحثك عن وظيفة جديدة، وأن توضِّح أنَّك تفضِّل البقاء في وظيفتك الحالية، ممَّا يؤهلك لإجراء مفاوضات على الرَّاتب بشكل إيجابي.
8. ازدياد القيمة المالية لعملك:
إنَّك تشكِّل مكسباً مادياً للشركة عندما يكون أداؤك عالياً، وتسهم في تحقيق زيادة في المبيعات، وتقدِّم خدمات متميزة، وتستقطب عملاء حصريين؛ لذا قم بجمع بياناتك مدعومة بالحقائق والأرقام، وحدد محاور النقاش عندما تستعد لطلب العلاوة، حتى يتمكن صاحب العمل من تقدير أهميتك للشركة بشكل مادي ملموس.
شاهد بالفيديو: متى يحق لك أن تطالب في زيادة راتبك الشهري؟
كيف تفاوض على زيادة الرَّاتب؟
نورد فيما يأتي 7 نصائح لإجراء مفاوضات على زيادة الرَّاتب:
1. ابحث عن القيمة السوقية لوظيفتك:
عندما تدخل في مفاوضات على الرَّاتب مع مديرك فإنَّك ستخبره بمقدار الرَّاتب الذي تتوقعه، وهو ما يستلزم معرفة القيمة السوقية للقبك الوظيفي.
عليك أن تقوم بإجراء بحث في سوق العمل في مواقع التوظيف مثل “لينكد إن” (LinkedIn)، و”غلاس دور” (Glassdoor)، و”باي سكيل” (Payscale)، ومكتب إحصاءات العمل الأمريكي (The U.S. Bureau of Labor Statistics)، و”إنديد” (Indeed)، و”زيب ريكروتكر” (ZipRecruiter)، وموقع (Salary.com)، فتقدِّم هذه المواقع فكرة عن متوسط الأجور ونطاق الرَّاتب في عملك اعتماداً على البيانات المجمَّعة من الموظَّفين والشركات.
عليك تحديد نطاق راتب وظيفتك اعتماداً على مستوى تعليمك، وسنوات خبرتك، وحجم الشركة، والموقع الجغرافي.
تقدِّم الشركات في المدن عادةً أجوراً أعلى من شركات الأرياف بهدف تعويض تكاليف المعيشة المرتفعة، وبالمثل، تمتلك الشركات الكبرى القدرة على دفع رواتب أعلى من الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة؛ لذلك عليك أن تدرس جميع الجوانب عند تحديد أجر وظيفتك السائد في السوق.
يمكنك أن تتواصل مع شركات التوظيف في موقع لينكد إن مثلاً للاطلاع على القيمة السوقية لوظيفتك اعتماداً على خبرتك، ومستوى تعليمك، وشهاداتك، وتدريباتك.
2. انظر في مهاراتك وإنجازاتك:
تتجاوز قيمتك مقدار الرَّاتب الذي تدفعه المؤسسات الأخرى لقاء وظيفتك، إذ عليك النظر في الجوانب الشخصية التي تسبغها على الوظيفة والقيمة التي تضيفها إلى الشركة.
عليك أن توضِّح التقدُّم الذي أحرزته مذ تمَّ توظيفك أو زيادة راتبك في المرة السابقة، بحيث تبيِّن الشهادات التي حصَّلتها، والتدريبات التي أتممتها، والمسؤوليات الجديدة التي تولَّيتها، وتقييمات الأداء المتميِّزة التي تلقَّيتها السنة الماضية والمهارات والمساهمات والإنجازات التي أشاد بها المدير.
يمكنك استخدام البنود آنفة الذكر بوصفها محاور للنقاش في مفاوضات الرَّاتب، وتحديد العلاوة التي تستحقها، وعليك أن تقدِّر القيمة المادية لدورك في الشركة لحساب تعويض عادل قدر الإمكان.
3. حدِّد مقدار زيادة الرَّاتب المثلى بالنسبة إليك:
عليك أن تقوم بتحديد الرَّاتب المثالي اعتماداً على نتائج بحثك في سوق العمل وإنجازاتك على الصعيد الشخصي، ويستحسن أن تبدأ خلال مفاوضات الرَّاتب بالمطالبة بزيادة أعلى حتى تفسح المجال لرب العمل للتفاوض معك، وتتمكن من الحصول على العلاوة التي تريدها.
يبلغ متوسط الزيادة السنوية للأجور حوالي 3%، وقد ازداد ليصبح 4.6% عام 2022، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS)، ومن ثم يمكنك تحديد راتبك المثالي عبر إضافة نسبة الزيادة إلى راتبك الأساسي، إذ تعدُّ هذه الطريقة مناسبة عند المطالبة بالتعويض بناءً على ثبات الأداء المتميِّز.
أمَّا في حال تجاوز أداؤك، ومهاراتك، ومسؤولياتك الإضافية، أو تدريباتك، أو شهادتك الحديثة المعايير المنوطة في التوصيف الوظيفي لمنصبك، فعندها من المنطقي أن تطالب بزيادة مقدارها 10-20%.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن الحالات التي تستدعي طلب زيادة في الرَّاتب، كتسلُّم مسؤوليات جديدة، والإشراف على الموظفين الآخرين، ومساعدة الشركة على تحقيق أهدافها، وتلقِّي تقييمات أداء مرتفعة، والمساهمة في زيادة إيرادات الشركة، وغيرها، ثمَّ انتقلنا لمناقشة نصائح للاستعداد لإجراء مفاوضات ناجحة تبدأ بالبحث عن القيمة السوقية للوظيفة، والنظر في المهارات والإنجازات، وتحديد الزيادة المثلى، وسنكمل بقيَّة النصائح في الجزء الثاني والأخير من المقال؛ لذا تابعوا معنا.