استشارات مالية

3 إجراءات للحفاظ على صحتك العقلية في أوقات الأزمات المالية


بالإضافة إلى ذلك، أثَّرت الضغوطات المالية في العديد منا وخلقت تحديات صحية عقلية متعددة الأوجه جعلتنا نشعر بأنَّنا غير قادرين على التغلب عليها.

سنناقش في هذا المقال 3 إجراءات مالية للحفاظ على صحتك العقلية عندما تمر بضائقة مالية.

  1. وضع ميزانية.
  2. التحلي بروح المبادرة.
  3. استكشاف الخيارات.

استخدم هذه الأدوات الثلاث لمساعدتك على إدارة صحتك العقلية في أوقات الأزمات المالية:

1. وضع ميزانية:

يواجه كثير من الناس مشكلات مالية؛ وذلك لأنَّهم لا يضعون ميزانية، والميزانية هي أداة ثمينة لمساعدتك على إدارة شؤونك المالية والتأكد من أنَّك تخطط تخطيطاً صحيحاً لمستقبلك المالي.

يُعدُّ وضع ميزانية أمراً صعباً بالنسبة إلى العديد من الناس لأسباب مختلفة، ففي بعض الأحيان يكون من الصعب النظر إلى حسابك المصرفي ورؤية نقص في المال، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب تنظيم إنفاقك بسبب الضغوطات الاجتماعية أو الانتقاد الذي قد يوجهه إليك الآخرون، وفي أحيان أخرى يكون من الصعب التنبؤ بالمبلغ الدقيق للمال الذي ستحصل عليه خلال فترة معينة بسبب طبيعة المجال الذي تعمل فيه.

قد يكون من الصعب غالباً وضع ميزانية بسبب عدم ثبات الدخل، أو بسبب المكانة الاجتماعية لبعض الأشخاص والتي تتطلب منهم امتلاك أشياء ثمينة تَحُول بينهم وبين وضع ميزانية والالتزام بها، مهما كان السبب الذي يمنعك من وضع ميزانية، افهم أنَّ الأعذار لن تنتهي، وأنَّ السبيل الوحيد لتجاوزها هو اتخاذ إجراء ما.

خصِّص وقتاً لمراجعة دخلك خلال فترة معينة، واحسب متوسط ​​دخلك ونفقاتك، ثم قسِّمهما إلى فئات وانظر إلى المصروفات التي لا تجعلك تصل إلى هدفك النهائي في الحياة، واستغنِ عن الأشياء غير الضرورية حتى تتمكن من زيادة الإنفاق على الأشياء التي تحبها، ويجب ألا يكون وضع ميزانية أمراً مخيفاً أو مصدراً للتعاسة؛ وإنَّما يجب أن يكون مصدراً للسعادة كونه يُظهر لك كيف يمكنك إنفاق المزيد من المال على الأشياء التي تهمك وتسعدك.

يذكُر الكاتب راميت سيثي (Ramit Sethi) أنَّه يتَّبع نهجاً فريداً في وضع الميزانية، وأنَّ هذا النهج ليس فعالاً فحسب؛ وإنَّما “يقلص الإنفاق على الأشياء غير الضرورية” على حد قوله، وفي الواقع، يشجعك على العثور على الأشياء التي تحبها وإنفاق 10 أضعاف ما تنفقه عليها لعيش الحياة الرغيدة التي تريدها.

شاهد بالفديو: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟

 

2. التحلي بروح المبادرة:

بعد وضع الميزانية، احرص على المبادرة إلى دعمها، فالاستراتيجية الأخرى التي يستخدمها “راميت” هي التمويل الآلي، وهذه هي الخطوة التالية في عيش حياة رغيدة في خطته، ولكن قد تكون في وضع مالي بحيث لا يمكنك حتى التفكير في عيش حياة رغيدة، فقد تنخفض قيمة العقار الذي اشتريته وتصبح غير قادر على سداد الديون، وقد تجد صعوبة في توفير دخل كافٍ لتغطية نفقاتك الحالية وغير قادر على خفض إنفاقك أيضاً، في هذه الحالة، ما يزال هناك طرائق مُساعِدة.

يوصي دان بيلتشر (Dan Belcher) الموظف في شركة مورتجيج ريليف (Mortgage Relief) بأن تبادر للتواصل مع مقدمي القروض وتشرح موقفك لهم؛ حيث يقول: “يتحفز معظم المُقرضين للعمل معك بطريقة أو بأخرى للمساعدة على الحصول على إعانة مالية من رهنك العقاري”، وقد لا يكون هذا الحل الأمثل الذي تأمله، ولكن في كثير من الأحيان يتكلَّف البنك الذي يريد حبس الرهن العقاري أكثر من تكلفة التعاون معك من خلال انتظارك حتى تفي بالتزاماتك، أو البيع على المكشوف، أو الحصول على صك بدلاً من حجز الرهن، ما يساعدك على إنقاذ نفسك من حجز الرهن والأضرار التي سيُلحقها بحياتك.

يقول “دان”: “عمليات حبس الرهن لا تُلحق الضرر بسجلك الاقتراضي فحسب؛ وإنَّما تضر أيضاً في مجالات أخرى من حياتك وقد تؤثر حتى في قدرتك على الحصول على تصاريح أمنية معينة”، ومن خلال مبادرتك للبحث عن حلول بالتعاون مع الدائنين، يمكنك غالباً أن تجد لنفسك خيارات، وأن تعزز وضعك المالي.

الجزء الأكثر انتشاراً من العبء المالي بالنسبة إلى معظم الناس هو الشعور بالعجز، ولكن عندما تبادر لإيجاد حلول بالتعاون مع المُقرضين، ستجد في الغالب أنَّك لن تشعر بالعجز، وأنَّك قادر على التخطيط لمستقبلك المالي أيضاً.

3. استكشاف الخيارات:

حاولت الحكومة والشركات طوال فترة الجائحة مساعدة أولئك الذين يعانون من ضائقة ماليَّة بطرائق عدة، وكما تعلم، من السهل قبول هذا الشعور بالعجز ومن السهل إقناع أنفسنا بعدم وجود خيارات، ولكن في معظم الأحيان، هذا ليس صحيحاً، فعندما نضطر إلى اتخاذ إجراء، نرى غالباً خيارات عدة متوفرة لدينا.

عند النظر إلى الأمور المالية، من السهل شطب الخيارات؛ وذلك لأنَّنا ببساطة غير مستعدين للتنازل عن كبريائنا أو غرورنا، أو لأنَّنا نعتقد أنَّ شيئاً ما لن ينجح، وغالباً ما يكون هناك عدد من الخيارات ولكنَّ شعورنا بالعجز يقف في طريق البحث عنها.

مهما كانت المشكلات التي نواجهها في الحياة، غالباً ما يساعدنا الإبداع على حلها وعلى العثور على الحرية الحقيقية، كما قال ألبرت أينشتاين (Albert Einstein) ذات مرة: “لا يمكننا حل المشكلات بطريقة التفكير نفسها التي أدَّت إلى حدوثها”.

هذا يعني أنَّنا بحاجة إلى الإبداع واستكشاف الاحتمالات الأخرى لحل المشكلات التي نواجهها في حياتنا؛ ويعني ذلك في بعض الأحيان بيع الممتلكات التي نعتز بها ونعتقد أنَّنا بحاجة إليها، أو العودة إلى أصحاب العمل القدامى وطلب وظيفة مؤقتة، أو إيجاد طرائق جديدة لكسب المال، فبغض النظر عن المشكلة، الإبداع هو الحل.

إذا كنت تمر بضائقة مالية، فاستخدم كل مواردك للحصول على المساعدة؛ تحدث إلى صديقك الخبير مالياً حول هذا الموضوع وارفض أخذ النصيحة من أولئك الذين ليس لديهم النجاح الذي تبحث عنه، وسيخبرك العديد من المعترضين أنَّك في مأزق لا يمكنك الخروج منه؛ لذا ارفض الاستماع لهم، واستفد من كل الموارد المتاحة لديك لتحقيق النتائج التي تريدها.

في الختام:

توثر الضائقة المالية سلباً في صحتك العقلية، ففي كثير من الأحيان نحن نُقنع أنفسنا بأنَّنا في ورطة لا يمكن الخروح منها؛ لذا جرِّب هذه الإجراءات المالية الثلاثة للحفاظ على صحتك العقلية في أوقات الأزمات المالية، وترقَّب النتائج في الأشهر الثلاثة أو الستة المقبلة.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى