استراتيجيات التسويق

ما أهمية تحليل فجوات الروابط (Link Gaps) وكيفية إجرائه؟


لكن ماذا عن التعامل مع تحسين محركات بحث المنافسين بطريقة معاكسة؟ أي من خلال إنشاء فجوات في الروابط الخلفية.

سنتحدث في هذا المقال عن خطوات إنشاء حملات علاقات عامة رقمية متخصصة ستُكسبكَ روابط على مواقع لا يوجد عليها منافسوك، وسنسلِّط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للتفوُّق على منافسيك بعدد الروابط الخلفية للنجاح في تحسين محركات البحث.

ما هي فجوات الروابط (Link Gaps) وكيف تجدها؟

فجوات الروابط (Link Gaps) هي الفارق بين عدد الروابط الخلفية؛ وذلك من حيث المواقع التي تشارك روابط لمواقع منافسيك ولكن ليس لموقعك.

من السهل حقاً اكتشاف هذه المواقع عن طريق إجراء تحليل فجوة الروابط، ومقارنة الروابط الخلفية لموقعك بالروابط الخلفية لمواقع منافسيك، وفي نهاية التحليل ستتوصَّل إلى قائمة من مواقع الويب التي يجب أن تحاول الحصول على رابط عليها؛ وهذا ما يُسمى سد فجوة الروابط الخلفية (Closing the link gap)، وهو شائع في معظم استراتيجيات تحسين محركات البحث.

يُعَدُّ سد فجوة الروابط الخلفية هاماً؛ على سبيل المثال إذا شارك شخصٌ ما رابط موقع في مجال معيَّن، فمن المُحتمل أن يرغب في مشاركة رابط موقع مشابه، وإذا كان تصنيف منافسيك بين صفحات نتائج محركات جيداً، فعلى الأغلب أنَّ هذه الروابط تساهم في ذلك.

لكن إذا بدأتَ التفكير في إنشاء فجوات في الروابط الخلفية لصالحك بدلاً من سدها، تصبح استراتيجيتك لبناء الروابط نشطة بدلاً من الاكتفاء بالتجاوب مع المنافسين.

إنشاء فجوات الروابط الخلفية في المجالات التنافسية عبر التركيز في الجمهور:

إذا كنتَ تحاول كسب أو إنشاء روابط للعلامات التجارية في مجالات تنافسية للغاية، فقد يكون من المغري متابعة المنافسين وتقليد استراتيجيتهم للروابط وقول إنَّك فعلت كل ما بوسعك، وسنشارك هنا نهجاً مختلفاً يتضمَّن التركيز في الجمهور بدلاً من الروابط الخلفية. تكمن الفكرة وراء هذه التقنية في إنشاء روابط من مواقع:

  1. مرتبطة بمجال علامتك التجارية أو عميلك.
  2. عالية الجودة ومفيدة.
  3. لا تحتوي على روابط لأي من منافسيك.

لكي تنجحَ هذه التقنية، يجب أن تفهم جيداً مَن يشارك روابط مواقع المنافسين، وباستخدام ميزة “لينك انترسكت” (Link Intersect) يمكنك رؤية أين يركز منافسوك جهودهم في بناء الروابط، والانتباه إلى هذه المعلومات في استراتيجيتك وفعل شيء مختلف تماماً.

بالنسبة إلى معظم المجالات والقطاعات؛ ستكون هناك الموضوعات المعتادة التي قد تستخدمها فرق العلاقات العامة للمنافسين لإنشاء روابط خلفية؛ على سبيل المثال:

  • قد تتحدث علامة تجارية للتمويل الشخصي عن كيفية صرف الأموال بأفضل سعر عند السفر.
  • قد تشارك علامة تجارية للمشروبات بعض وصفات العصائر الصيفية للاستمتاع بها في الحديقة.
  • قد تحذِّر علامة تجارية للتأمين على السيارات السائقين من ارتداء حذاء عند القيادة خلال موجة حر.

هذه كلها مواضيع مثيرة للاهتمام وهامة، ولكنَّها لن تكفي لإنشاء فجوة في الروابط الخلفية بينك وبين منافسيك.

شاهد بالفيديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

 

دراسة حالة: تحديد أهداف الروابط الخلفية الخاصة لعلامة تجارية عريقة في قطاع تنافسي

بالنسبة إلى علامة تجارية عريقة في مجال السياحة في المملكة المتحدة، كان الهدفُ كسب روابط من مصادر جديدة تماماً، بالإضافة إلى إنشاء فجوة في الروابط الخلفية بينها وبين منافسيها.

أبرزَ التحليل الأولي لفجوةٍ لروابطِ الخلفية أنَّه لم يكن هناك فارق كبير بين المنافسين الرئيسين نظراً لأنَّهم كانوا جميعاً علامات تجارية قديمة في المجال؛ لذا فقد اكتسبت جميع العلامات التجارية روابطَ خلفية من المنافذ المعتادة والمتوقعة، وهنا ظهرت فرصة رائعة حقاً لتطوير فجوة جديدة في الروابط الخلفية.

تحديد جماهير جديدة من خلال طرح الأسئلة الصحيحة:

بدلاً من التفكير في الرابط وُجِّهَ التفكير إلى الجمهور، وللقيام بذلك كان يجب إنشاء قائمة بأسئلة للمساعدة على تخيُّل ما قد يفكرون فيه.

بالنسبة إلى العلامة التجارية في مجال السياحة في المملكة المتحدة، كان يجب أن تعرف عن جمهورها:

  • حافزهم: ما هي اهتمامات وعواطف الجمهور المستهدف؟
  • ما يشجعهم على النقر: ما الإجراءات التي يتخذها الجمهور قبل وبعد استخدام منتجك أو خدمتك؟
  • اهتماماتهم: ما هو وضع عائلاتهم وأصدقائهم المقربين، وشؤونهم المالية؟
  • مشكلاتهم: ما الذي يحتاج إليه الجمهور وما هي المشكلات التي يحلها منتجك أو خدمتك؟

بمجرد الإجابة عن جميع أسئلة الجمهور، أصبحت توجد نقطة انطلاق قوية لتحديد تلك الجماهير تحديداً دقيقاً.

ثم وُسِّعَ نطاق الجماهير الأساسية والثانوية باستخدام الخرائط الذهنية:

لنأخذ الموظفين عن بُعد – كونهم الجمهور الأساسي – لاستكشافه أولاً؛ على سبيل المثال إذا كنتَ موظفاً مستقلاً وتعمل بشكل أساسي عبر الإنترنت، فمن المحتمل أنَّك ستتمكَّن من العمل من أي مكان طالما يوجد فيه اتصال جيد بالإنترنت؛ لذا فإنَّ أخذ عطلة في المملكة المتحدة والعمل في الوقت نفسه ممكن ومن ثم فهو خيار ممكن للجمهور.

لكن توجد جماهير ثانوية أخرى يمكنها العمل عن بُعد ويمكنك أيضاً استهدافها بمحتواك؛ مثل صانعي المحتوى والذين يعملون بدوام جزئي.

نتائج النهج الذي يركز في الجمهور في العلاقات العامة الرقمية:

باتِّباع هذا النهج كانت الروابط التي حصلت عليها العلامة التجارية من منافذ جديدة تماماً أكثر من 35% ولم تكُن لدى أي من منافسيها روابط من تلك المنافذ أيضاً؛ مما يثبت أنَّ التركيز في الجمهور في العلاقات العامة الرقمية يمكن أن يساعدك على التفوُّق على منافسيك.

كيفية إيجاد مواقع مناسبة لاستهدافها للحصول على روابط خلفية:

بعد التأكُّد من أنَّ مجموعة “الموظفين عن بعد” جمهور مناسب للاستهداف، الخطوة التالية هي تحديد المواقع التي يجب استهدافها للحصول على روابط قبل إنشاء أي محتوى، ويجب تقييم:

  • كمية المواقع: هل توجد مواقع كافية لاستهدافها؟
  • جودة المواقع: هل جودة المواقع عالية بما يكفي؟
  • الموضوعات: ما المحادثات الرائجة عليها وهل يمكن إضافة قيمة إليها؟
  • استهداف المنافسين لها: هل حصلَ المنافسون على روابط عليها حتى الآن؟
  • مشاركة المحتوى: هل من المُحتمل أن يشاركوا محتوى العلامة التجارية مجاناً؟ إذ لم تتضمن الاستراتيجية استهداف أيَّة مواقع تتطلب الدفع مقابل مشاركة المحتوى.

 

البحث يدوياً باستخدام محرك البحث “غوغل” (Google):

هذه التقنية قديمة ولكنَّها مفيدة جداً، وربما تكون الطريقة الأكثر فاعلية للعثور على مواقع جديدة لعرض محتواك عليها، وتتضمن البحث عن المصطلحات التي قد يستخدمها الجمهور الذي ستستهدفه العلامة التجارية وإنشاء قائمة بالمواقع مع الإشارة إلى أسماء الصحفيين والمؤلفين، وتصنيف دومين اثورتي للمواقع، وأي محتوى مشابه ربما يشاركونه، ومدى احتمالية مشاركتهم محتوى العلامة التجارية.

نصيحة: عدِّل إعداداتك في أدوات محرك البحث “غوغل” (Google)، وحاوِل تغيير البلد أو تغيير تاريخ “آخر وقت للنشر” (last published) لتظهر المزيد من المواقع في نتائج محرك البحث.

اكتشاف مواقع مماثلة:

حمِّل الأداة المجانية “سيمسايتس” (SameSites) من متجر “كروم” (Chrome) على الويب، وعندما تجد موقعاً يبدو مناسباً للجمهور الخاص الذي تستهدفه، انقُر على الإضافة لتظهر لك قائمة بالمواقع التي قد تشابهه، ثم ما عليك سوى إضافتها إلى قائمة جهات الاتصال لاستخدامها لاحقاً.

توجد الكثير من التقنيات الأخرى التي يمكنك استخدامها للعثور على مواقع مناسبة لاستهدافها للحصول على روابط خلفية، لكن يجب أن تكون لديك عند الوصول إلى هذه المرحلة قائمة بمنافذ النشر المرتبطة بمجالك؛ والتي قد تكون مهتمة بنشر محتواك؛ لذا حان الوقت لبدء التفكير في نوع المحتوى الذي يمكنك مشاركته.

أفكار المحتوى للأهداف المتخصصة:

فوائد المحددات:

من الجدير بالذكر في هذه المرحلة أنَّ وجود محددات يمكن في الواقع أن يسهِّل هذا الجزء من العملية.

في عام 2006 أراد فريق من المهندسين المعماريين دراسة كيف أنَّ وجود سياج حول الملعب سيؤثر في الأطفال وطريقةِ لعبهم، فراقَبوا أطفالاً يلعبون في ملعب مُحاط بسياج وقارنوهم بأطفال يلعبون في ملعب لا يحتوي على سياج، ووجدوا اختلافاً مذهلاً في كيفية تفاعل الأطفال مع المكان؛ ففي ساحة اللعب الخالية من السياج اجتمعَ الأطفال حول المعلم وكانوا مترددين في استكشاف المكان، أمَّا في الملعب المحاط بسياج استكشف الأطفال الملعب بأكمله، وشعروا بمزيد من الحرية، وخلصت الدراسة إلى أنَّ المحددات المتمثلة هنا بالسياج جعلت الأطفال يشعرون براحة أكبر في الاستكشاف واللعب.

بشكل مشابه؛ من خلال توفير بعض المحددات ومشكلة محددة لحلها يمكننا بالفعل تحسين العملية الإبداعية.

إطار عمل لتطوير أفكار المحتوى للأهداف المتخصصة:

يجب أن تروق أفكار المحتوى التي تنتجها للجمهور المتخصص؛ لذلك يجب عليك التعمُّق في الموضوعات التي يهتمون بها، وتوجد بعض الطرائق الفريدة وربما غير المُتوقَّعة لفعل ذلك، لكن قبل أن تبدأ بالتفكير في المحتوى الإبداعي، تأكَّد من اتِّباع العناصر الثلاثة التالية:

1. البحث:

  • موقع “ريديت” (Reddit): انضَمْ إلى منتديات موقع “ريديت” (Reddit) المتعلقة بالجمهور الذي تريد استهدافه، فهو من أكبر المواقع على الإنترنت ومن المُحتمل أن تجد جمهورك هناك.
  • موقع “كورا” (Quora): اكتشِف الأسئلة التي يريد جمهورك معرفة إجاباتها هنا.
  • مجموعات موقع “فيسبوك” (Facebook): يتيح لك الانضمام إلى مجموعات محددة من الجمهور الاطِّلاع على المحادثات التي يجريها ذلك المجتمع
  • موقع “بزسومو” (Buzzsumo): اكتشِف الموضوعات الرائجة واحصُل على قدرٍ كبير من التفاعل والنقرات على وسائل التواصل الاجتماعي.

2. الاستجابة:

  • أداة “غوغل ألرتس” (Google Alerts): اضبُط إشعارات للكلمات المفتاحية والعبارات المتعلقة بالموضوعات التي حدَّدتَ أنَّك تريد استهدافها.
  • أداة “غوغل ترندز” (Google Trends): تحقَّق لمعرفة ما إذا كانت توجد أيَّة موضوعات تشهد ارتفاعاً كبيراً في عمليات البحث؛ إذ يمكن أن يسلِّط ذلك الضوء على شعبية التوجهات السائدة.
  • وسم جورنو ريكوست (#JournoRequest) على موقع “تويتر” (Twitter) ومنصة “ريسبونس سورس” (Response Source) وموقع “اتش اي ار او” (HARO): راقِب نوع الطلبات التي يقدمها الصحفيون لمعرفة ما إذا كانت تتطابق مع نمط المحتوى الذي تخطط له.

3. الأهمية:

  • الجمهور: هل سيكون عميلك أو جمهور علامتك التجارية مهتماً بهذا المحتوى؟
  • المصداقية: هل عميلك أو علامتك التجارية لديهما خبرة واسعة في الموضوع؟ هل يمكن إجراء مقابلات معهما حول الموضوع؟
  • الكلمات المفتاحية: هل يحتوي على كلمات مفتاحية تريد الحصول على تصنيف مرتفع بين صفحات نتائج البحث عنها؟ وهل لديك صفحة على موقعك من المناسب مشاركة رابطها؟
  • جَدارة الأخبار: هل يهتم الصحفيون بما تقوله؟ ما الجديد الذي يمكنك مشاركته معهم؟

في الختام:

من السهل جداً أن تسد الفجوات بينك وبين منافسيك عندما يتفوقون عليك، لكن مع هذا النهج الجديد ستبدأ بإنشاء محتوى مصمَّم للجماهير المتخصصة التي تُنشِئ فجوات لصالحك أنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى