استشارات مالية

كيف تقلل من مصروفك دون التخلي عن الأشياء التي تحبها؟


فالحقيقة المحزنة هي أنَّه يتعين على معظمنا تقديم تنازلات في بعض مجالات حياتنا لضمان حصولنا على نقود كافية ليس فقط للفواتير والنفقات الهامة، لكن أيضاً لضمان وجود محفظة نستند إليها وقت الحاجة.

لا يقتصر تأمين الأموال التي تحتاجها لتحقيق استقرارك المعيشي على وجود مدخرات كافية في حسابك المصرفي؛ بل يتعدى ذلك إلى حمايتك من ضغوطات النفقات غير المتوقعة، وسنعرفك في هذا المقال إلى عدد من الطرائق التي يمكنك من خلالها توفير أموال إضافية دون التخلي عن الأشياء التي تحبها، وفيما يأتي بعض من أفضل الطرائق لخفض نفقاتك في أثناء القيام بالأشياء التي تستمتع بها.

هل نشتري الأغراض لتخفيف التوتر؟ فلنقرأ ما تخبرنا به “كاتي”:

تقول صديقتنا “كاتي”: “طوال السنوات القليلة الماضية سنحت لي فرصة العيش في “إسبانيا” و”سريلانكا” و”المكسيك” و”كندا” لمدة شهر أو أكثر، ونظراً لأنَّه لم يكن لدي منزل ثابت ولم يكن معي سوى حقيبة واحدة متوسطة الحجم وما أزال أحمل الحقيبة نفسها، لم أستطع شراء أشياء جديدة؛ وذلك لأنَّني سأحتاج إلى وضعها في مكان ما، وحقيبة سفري يقارب وزنها خمسة وأربعين رطلاً، بينما تسمح معظم شركات الطيران بما يصل إلى خمسين رطلاً فقط.

حتى عندما اضطررت إلى العودة إلى بلدي والبقاء هناك لمدة عام تقريباً بسبب الوباء، كنت أعرف أنَّني سأسافر مرةً أخرى في أسرع وقت ممكن؛ لذلك واصلت عدم شراء أي شيء آخر سوى الأشياء الأساسية.

فلم أكن أبداً مدمنة تسوق، ولكنَّني ما زلت أشعر بالتعاسة وأنا أرتدي الملابس نفسها دائماً التي يبلغ عمرها بضع سنوات، وأشاهد أصدقائي بالإضافة إلى المشاهير الذين أتابعهم على وسائل التواصل الاجتماعي يستمتعون بشراء أشياء جديدة من حين إلى آخر، ولم أكن أدرك أنَّنا في كثير من الأحيان نشتري الأشياء لملء الفراغ أو لتخفيف التوتر، وليس بالضرورة لأنَّنا نحتاجها أو حتى نريدها، وبمجرد اكتشاف ذلك بدأت بالبحث عن طرائق بديلة لملء أيامي بالبهجة بطريقةٍ لا تتضمن شراء أشياء جديدة”.

بناءً على تجربتها تنصحك “كاتي” بالدورات المجانية:

ربما أكون أنا الوحيدة التي تفكر هكذا، ولكنَّ الدورات التي تعلمني مهاراتٍ جديدة هي الأشياء المفضلة لدي على الإطلاق، حتى زوجي يعرف أنَّ إهدائي دورةً تدريبية سيجعلني دائماً سعيدة، فلديَّ الكثير من الهوايات والمجالات التي أهتم بها، ويمكن أن يصبح كل منها عملاً بدوامٍ كامل إذا أردت ذلك؛ لذا لا أجد مبرراً للتوقف عن مواصلة التعلم.

كيف تتعامل “كاتي” مع الدورات التعليمية؟

على سبيل المثال، في العام الماضي كنتُ في دورة التصوير الفوتوغرافي، وبعدها التحقت بمجموعةٍ من الدورات التدريبية المتعلقة بهذا الموضوع، لقد تعلمت التصوير بالهاتف المحمول ثم التصوير العادي وحتى بعض مهارات التصوير بالفيديو، ولقد درست الكثير من الأمور ذات الصلة ومن ذلك تحرير الصور والفيديو، وفي النهاية، كانت لي مشاركةٌ صغيرة في معرض الصور الفوتوغرافية.

هذا العام أتعلم الرسم الرقمي؛ لذلك فإنَّ (YouTube) و(Skillshare) هما أفضل أصدقائي في الوقت الحالي، وربما يكونان أكثر مواقع الويب زيارةً في وقت فراغي، وهذا الاهتمام يجعلني سعيدةً جداً لأحصل على شيءٍ جديد لم أكن أتخيل الحصول عليه من قبل.

بصراحة، لم أستطع أبداً فهم الأشخاص الذين يشعرون بالملل من البقاء وحدهم في المنزل ولا يعرفون ماذا يفعلون، أتمنى لو كان لدي أربع وعشرون ساعة أخرى في يومي فقط لكي تناسب كل الأشياء التي أريد أن أتعلمها، وعلاوةً على ذلك، يُعَدُّ الاستثمار في نفسك القاعدة الذهبية للوصول إلى النجاح والثراء، فقد لا يخطر في بالك أبداً كيف يمكن لمهاراتك الجديدة أن تكون مفيدةً في رحلة حياتك، ومن ثمَّ كسب الأموال وتوفيرها.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة لتسريع عملية التعلم

 

هل تعتقد أنَّ نجاح “كاتي” كان بسبب سفرها؟

قد تقول إنَّه من السهل العثور على تجارب جديدة في أثناء السفر، وهذا صحيح، فغالباً ما أذهب في جولات سيراً على الأقدام، وأشارك في دروس الطبخ، وأجد أشياء أخرى مثيرة للاهتمام، لكن إذا كنت تعتقد أنَّني لم أستثمر في خبراتي ومعارفي قبل أن أبدأ رحلات سفري فأنت مخطئ.

كيف تنشر “كاتي” السعادة في أجواء حياتها بالقليل من المال؟

 إذا كنتَ تستطيع شراء الأغراض فهذا شيءٌ رائع، لكن بدلاً من تكديسها في خزانتك هل يمكنك أن تتخلى عنها وتشعر بالرضى؟ والنتيجة سيكون صديقك سعيداً، وأنت سعيد، وطاقةٌ إيجابية تصل بين خلايا دماغك أليس كذلك؟ فلا مانع من أن تتأكد من شراء الأشياء التي يريدها أحباؤك؛ إذ يمكنك أن تطلب منهم كتابة قائمة بالأشياء التي يودون اقتناءها.

هل تريد التعرُّف إلى أفكار مبتكرة لتقديم هدايا جميلة دون تكلفة عالية؟

لقد صممتُ واحدة منذ سنوات عديدة وجعلت كلاً من أصدقائي وأفراد عائلتي يصنعون واحداً، فلا يحب الجميع الفكرة في البداية، ولكنَّني أعدك أنَّ الجميع يحب الحصول على أشياء محددة يريدونها بوصفها هدايا، ولا تقلق، فقد تظل مفاجأةً، وخاصةً إذا كانت قائمة أمنياتهم طويلة بما يكفي.

إذا كنت تعتقد أنَّك بحاجة إلى انتظار عطلة أو عيد ميلاد لمنح شخص ما هديةً، ففكر مرة أخرى، أفضل الهدايا هي تلك التي تكون غير متوقعة؛ أي دون مناسبة محددة؛ لذا حاول أن تفاجئ صديقك بشيء يريده دون سبب، وانظر فقط إلى مدى حماسته وسعادته، فسيشعر بالحب والتقدير، وهو شيء يمكننا جميعاً تطبيقه في الحياة اليومية، أما بالنسبة إليك، تُعَدُّ عملية البحث عن الهدية المثالية ورؤية صديقك يستمتع بها تعزز إفراز الدوبامين والإندورفين لديك، وهذا يجعلك تشعر بالسعادة الغامرة والفرحة العارمة.

ابحث دائماً عن مصادر دخل متعددة:

كل عادات الادخار الجيدة في العالم تجعلك سعيداً ومرتاحاً من الناحية المادية، فقط إذا كنت تكسب ما يكفي من المال لتغطية الضروريات، وإذا لم يكن لديك الكثير من المال المتبقي بعد دفع الفواتير، فقد حان الوقت للبحث عن فرص دخل إضافية.

بفضل الإنترنت يوجد الكثير من الأعمال هذه الأيام، ولا يتعين عليك بالضرورة الترنح بين وظيفتين بدوام كامل لتحقيق دخل لائق؛ بل تستطيع الاستفادة من وقتك الإضافي عبر الإنترنت في وظيفة مستقلة، ويتيح لك هذا بشكل أساسي بيع منتجاتك وتقديم خدماتك وفقاً لجدول مهامك اليومي من خلال مواقع الويب المتخصصة بمثل هذه الأمور.

ركز على سداد قروضك بأكبر سرعة ممكنة:

تُعَدُّ الفائدة على القروض من أكثر المصاريف المزعجة التي يجب عليك دفعها في حياتك؛ وذلك لأنَّها تلتهم الأموال التي يمكن أن تنفقها على نفسك؛ لذا كلما استطعت سداد قروضك بشكل أسرع، زادت سرعة التخلص من هذه النفقات المزعجة مرة واحدة وإلى الأبد.

قلل من اشتراكاتك تقليلاً تدريجياً:

على الرغم من أنَّ الاشتراكات قد تكون مصدراً للمتعة والراحة في حياتنا، لكن قد تجد نفسك فجأة تنفق الكثير من الأموال على بضع خدمات مثل الكابل أو اشتراكات القنوات الرياضية، وأنت في حقيقة الأمر تستخدمها بشكل متقطع؛ لذا في المرة التالية التي تحصل فيها على كشف حسابك الشهري، راجع رسوم اشتراكك واسأل نفسك ما الذي يمكنك التخلي عنه؟

في حال عدم اقتناعك بضرورة إلغاء بعض اشتراكاتك، فابدأ أولاً بالتخلص من شيء واحد تعتقد أنَّك تستطيع العيش دونه، وبعد ذلك تستطيع إلغاء المزيد من الاشتراكات تدريجياً من حياتك.

شاهد بالفديو: 7 أفكار تساعدك على توفير مصاريف الأسرة

 

كيف يمكن تغيير عادات الشراء من البقالة لتخفيض مصروفك؟

يُعَدُّ تغيير عاداتك في الشراء من البقالة واحداً من أسهل الأساليب لخفض التكاليف وتقليل المبلغ الذي تهدره، فإذا كنت تأخذ الوقت الكافي لتصفُّح المتاجر المحيطة بك قبل التوجه إليها وتحديد المنتجات التي تريد شراءها، يمكنك توفير ثروة؛ لأنَّك لن تشتري الأغراض التي لا تحتاجها؛ لذا نظِّم قائمة وابحث عن القسائم عبر الإنترنت التي تمنحك خصومات على المنتجات، حتى لو كانت الخصومات قليلة هنا وهناك سوف تُجمع مع بعضها وتصبح مبلغاً قيِّماً.

في الختام:

في نهاية هذا المقال تذكَّر جيداً أنَّ تقليل مصروفك لا يعني بالضرورة التخلي عن شراء الأشياء التي تحبها؛ إنَّما يتعلق بالتخلي عن شراء الأشياء التي تصرف انتباهك عن الأشياء التي تحبها، فنحن نشتري الكثير من الأغراض التي لا نحتاجها؛ نشتريها لأنَّه تم إيهامنا بأنَّنا نحتاجها أو تم تقديمها لنا بطريقة جذابة.

المصادر: 1، 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى