نصائح وإرشادات لتصبح مستقلاً مادياً
من أجل تلبية احتياجاتنا الأساسية بعيداً عن مجرَّد التفكير في توفير بعض المال للادِّخار؛ نظراً لعدم كفاية الدخل، ممَّا يبعدنا عن تحقيق الاستقلال المادِّي الذي نتوق إليه.
يجب على كل شخص أن يضع الاستقلال المادِّي والحرية المالية، هدفاً نُصب عينيه في بداية وخلال أي مرحلة من مراحل حياته، ويكون له أن يحقق ذلك عن طريق مزيد من التعلُّم حول هذا الموضوع، والذي هو مدار حديثنا في المقال الذي بين يديك الآن؛ حيث سنتحدث فيه عن:
- مفهوم الاستقلال المادِّي.
- نصائح وإرشادات عن الاستقلال المادِّي.
- اقتباسات وأقوال مأثورة عن الاستقلال المادِّي.
مفهوم الاستقلال المادي:
يدل مفهوم الاستقلال المادِّي على الشخص الذي يمتلك ثروة خاصة تجعل حياته مناسبة للعيش، وذلك من دون أن يحتاج إلى القيام بأي عمل أو نشاط أو وظيفة أو مهنة، حتى يكسب دخلاً يؤمِّن له الحاجات الضرورية والأساسية في الحياة؛ فالشخص المستقل مادياً يكون مقدار دخله أعلى من نفقاته.
وقد يعرَّف الاستقلال المادِّي أو الحرية المالية بأنَّه:
امتلاك الشخص لمصادر وأنواع متعددة للدخل السلبي أو الثروة، والتي تمكِّنه من تلبية احتياجاته وسداد التزاماته الشخصية الشهرية، من دون الحاجة إلى العمل عملاً متواصلاً، وبتحقيق هذا الشرط، يمكننا القول إنَّك وصلت إلى الحريَّة المالية والاستقلال المادِّي؛ حيث لا يوجد حد معيَّن لمقدار الأموال التي يجب أن يمتلكها الشخص حتى يمكننا القول إنَّه حر مالياً.
ومعنى الدخل السلبي:
هو الدخل المتكرر والناتج عن عمل يقوم به الفرد لمرة واحدة فقط؛ أي أنَّ الفرد قد يُقدَّم مالاً أو جهداً أو وقتاً لمرة واحدة فقط، ثم يحصل بعدها على تدفقات نقدية يومية أو شهرية أو سنوية، من دون الحاجة إلى وجوده الفعلي وجهده الشخصي أو أي نفقات ومصروفات فيما بعد.
وسبب تسميته بالدخل السلبي، أنَّ سلوكنا يكون سالباً تجاهه؛ أي بلا جهد أو بأقل جهد ممكن.
نصائح من شأنها أن تساعدك في تحقيق الاستقلال المالي:
وحتى تتمكن من تحقيق الاستقلال المادِّي والحرية المالية، ينبغي عليك أن تتبع الخطوات والنصائح الآتية:
1. حدد هدفاً واضحاً يدفعك إلى تحقيق الاستقلال المادِّي:
يوجد العديد من الأهداف التي تدفعنا إلى الرغبة في تحقيق الاستقلال المادِّي؛ ذلك لأنَّ تحقيقه يعني بشكل أساسي عدم الارتباط بوظيفة ما لا نحبها، لكنَّنا نتحملها فحسب من أجل الراتب الشهري الذي نحصل عليه من خلالها.
2. أدرِك إدراكاً جيداً وضعك المادِّي الحالي:
في البداية، علينا أن ندرك حقيقة أنَّ الاستقلال المادِّي لا يتحقق بغمضة عين، ومن ثمَّ فمن المهم جداً أن يحدد المرء القيمة الحقيقية الدقيقة لدخله الشهري الذي يحصل عليه حالياً، وقيمة مصروفاته اليومية أو الأسبوعية، فإن كان ما يحصل عليه شهرياً يعادل قيمة ما ينفقه تماماً، فهذا يعني أنَّه – مع الأسف – بعيد جداً عن تحقيق الاستقلال المادِّي، وعليه أن يحدد أولوياته بالإنفاق من جديد.
3. احرص على تسديد جميع التزاماتك:
يجب عليك تسديد جميع التزاماتك؛ وذلك لأنَّ المرء لن يستطيع الوصول إلى الاستقلال المادِّي، إن كان يعاني من تراكم الديون عليه؛ لذلك احرص على كتابة الديون المترتبة عليك، ومن ثم ضع خطة مناسبة لسدادها، وكن على استعداد دائم لتقبُّل احتمالية تخفيض وضغط مصروفاتك لحين إتمام سداد ديونك.
4. حدد أهدافك المادِّية المستقبلية:
يجب عليك تحديد أهدافك المادية، فذلك من شأنه تسهيل مسألة الوصول إلى الاستقلال المادِّي؛ إذ إنَّ امتلاك المرء هدفاً واضحاً يسعى إليه، كامتلاك منزل خاص به بعيداً عن تحمُّل عبء دفع الإيجار الشهري؛ هو أمر يجعله أكثر رغبة في تحمُّل مسألة تخفيض وضغط المصروف قليلاً في سبيل الوصول إلى الهدف الذي يريده.
5. ابدأ السعي نحو الهدف من الآن مهما كان وضعك المالي:
أي أنَّ عليك البدء بغضِّ النظر عن مقدار ما تملكه من المال، وإن كنت حتى لا تمتلك أي مدخرات من الأساس؛ فتأخُّرك في البدء لحين تحسُّن الظروف، لن يمكِّنك من البدء أبداً، فالظروف لن تتحسن من تلقاء نفسها.
6. جزِّئ الهدف إلى أهداف صغيرة يمكنك إنجازها بالتوالي في الوقت الحاضر:
لا تنظر إلى الهدف النهائي الذي ترغب في الوصول إليه كخطوة واحدة تريد تحقيقها الآن بإمكاناتك الحالية، ولكن قسِّمه إلى أهداف أصغر وأبسط يمكنك تحقيق بعضها الآن.
7. حافظ على زيادة مصادر الدخل السلبي وعلى السيطرة التامة على إنفاقك:
لا تكتفِ بمصدر واحد، واحرص دائماً على اكتساب مصادر جديدة ومتنوعة من الدخل السلبي، مثل الادخار في المصرف، والاستثمار في سوق الأوراق المالية، وغير ذلك من الأساليب والطرائق التي تجعل دخلك يزيد باستمرار، ومن ثم عليك أن تتعلم كيفية ضبط نفسك، من أجل السيطرة على نفقاتك ومصروفاتك، والحد منها وتخفيضها إلى أدنى مستوى ممكن.
8. تجنَّب القروض الاستهلاكية:
تجنُّب القروض الاستهلاكية هو الشيء الوحيد الذي سيقتل أهدافك في تحقيق الاستقلال المالي الخاص بك؛ إذ إنَّها ستُبعدك عن هدفك بسبب فوائدها المستمرة والمتراكمة، والتي ستشكل عبئاً ثقيلاً عليك بعد فترة من الزمن، وتحدُّ من قدرتك على السير باتجاه تحقيق هدفك.
اقتباسات وأقوال مأثورة عن الاستقلال المادِّي:
- الحقيقة البسيطة التي من الصعب تعلُّمها، هي أنَّ الوقت المناسب لادخار الأموال يكون عند امتلاك بعض منها. السياسي الأمريكي “جو موور”.
- لا تنفق أموالك قبل أن تكسبها. رئيس أمريكا الثالث “توماس جيفرسون”.
- امتلاك الأموال والأشياء التي يمكن شراؤها بها، أمر جيد، لكن من المهم أيضاً أن تتأكد بين الحين والآخر، أنَّك لم تفقد الأشياء التي لا تُشترى بالأموال في أثناء ذلك. الصحفي والكاتب الأمريكي “جورج لوريمر”.
- إذا كنَّا نَقود ثروتنا، فإنَّنا نكون أثرياء وأحراراً، أمَّا إذا كانت ثروتنا هي التي تقودنا، فنحن حقاً فقراء. الفيلسوف والمفكر الآيرلندي “إدموند بورك”.
- إذا أردت أن تكون ثريا، فكِّر في ادخار الأموال إلى جانب التفكير في كيفية الحصول عليها. الكاتب والسياسي الأمريكي “بنجامين فرانكلين”.
- لا تقل لي ما هي أولوياتك؛ بل أرني أين أنفقت مالك وسأقول لك ما هي تلك الأولويات. الكاتب الأمريكي “جيمس فريك”.
- يعتقد كثير من الناس أنَّهم ليسوا جيدين في كسب الأموال، في حين أنَّهم لا يعرفون كيف يستخدمونها. السياسي الأمريكي “فرانك كلارك”.
- المال مجرد أداة، سوف تأخذك إلى أي مكان ترغب فيه، لكنَّها لن تحل محلك كسائق. الروائية والفيلسوفة الأمريكية الروسية “آين راند”.
- المال رئيس سيئ، لكنَّه خادم ممتاز. رجل الأعمال ومنظم العروض الفنية الأمريكي “بي تي بارنوم”.
- يجب أن تتحكم بأموالك، وإلا فسوف تتحكم بك قلة الأموال إلى الأبد. المستشار المالي ومؤلف العديد من الكتب في مجال إدارة الأموال “ديف رامزي”.
- الأشخاص الحكيمون يجب أن يمتلكوا الأموال في رؤوسهم، وليس في قلوبهم. الأديب والسياسي الإنجليزي الآيرلندي “جوناثان سويفت”.
- إذا كان المال أمَلُك في الاستقلال، فلن تمتلكه أبداً، الأمن الحقيقي الذي يمكن أن يمتلكه المرء هو مقدار ما لديه من معرفة وخبرة وقدرة. مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات “هنري فورد”.
- احذر من النفقات الصغيرة، فالتسرُّب الصغير يمكنه أن يُغرق سفينة كبيرة. “بنجامين فرانكلين”، وهو مؤلف معروف ومن أبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية.
- المال لا يمكنه شراء السعادة، لكنَّه سوف يساعد على الحصول على ذكريات أفضل. الممثل والرئيس رقم 40 للولايات المتحدة “رونالد ريجان”.
قد يكون هذا الطريق صعباً، خاصة في البداية، عندما تبدأ محاولة تغيير أسلوب حياتك المالي القديم تغييراً كبيراً، فقد يكون من الواجب عليك أن تبدأ من الصفر في منتصف العشرينات أو الثلاثينات أو في أي مرحلة متقدِّمة من عمرك، سواءً بالتصرُّف في أموالك أم استثماراتك أم حياتك المهنية؛ وذلك لكي تكون في وضع أفضل مستقبلاً، وقد تصبح هذه التضحيات اليوم جزءاً من روتينك اليومي، ولكن عند الشعور بلذة تحقيق الهدف والوصول إلى ما تريد، سيجعلك ذلك فخوراً وبعيداً عن الندم على أي شيء تخليت عنه سابقاً.
في الختام:
يجب علينا جميعاً أن نسعى إلى تحقيق هدف الوصول إلى الحرية المالية والاستقلال المادِّي (المالي)، لكنَّ القليل منَّا من يسعى إليه بصدق وجدِّيَّة والتزام، ويهدف إلى تحقيقه فعلاً؛ لذلك حاول أن تكون جاداً مع نفسك، وأن تُسخِّر كل إمكاناتك للوصول إليه، فالاستقرار المادِّي مرهونٌ بأفكارك وقراراتك وسلوكاتك؛ لذلك ابدأ ضبط ومراقبة ذاتك وحياتك، حتى تتمكن من التعرَّف إلى مواطن الخلل التي تُؤخِّر وصولك إلى حالة التوازن والاستقلال المالي.
واعلم أنَّ وسيلتك للوصول إلى الاستقلال المالي هامَّةٌ وفارقة؛ لذلك عليك، وفي أثناء سعيك إلى الثَّراء، أن تتبع وسيلةً ذات قيمة ومنفعة على حياة الآخرين، حتى تنعم بحياة جيدة تمكِّنك من التمتع بعمرك.
المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8
اكتشاف المزيد من رذاذ التجارة والاقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.