استراتيجيات التسويق

أهمية الاختلاف في الحياة


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع أهمية الاختلاف.

في الواقع، ألهمني رياضيون مثل ليبرون جيمس (LeBron James) وكريستيانو رونالدو (Christiano Ronaldo) وسيرينا ويليامز (Serena Williams) وآخرين؛ لكنَّ العمل مختلف، بدلاً من أن تكون الأفضل، يجب أن تسعى جاهداً إلى أن تصبح الأول؛ إذ كتب آل ريس وجاك تراوت (Al Ries and Jack Trout) في كتابهما الكلاسيكي للتسويق، 22 قانوناً ثابتاً للتسويق (The 22 Immutable Laws Of Marketing): “الجميع يهتم بما هو جديد، وقلة من الناس يهتمون بما هو أفضل”.

إذاً من يهتم بمنتج أو خدمة أفضل اهتماماً بسيطاً؟ هذه هي المشكلة مع معظم الشركات وحتى الأشخاص، نحن نتنافس مع بعضنا بعضاً على السوق نفسه، وهذه هي الفكرة الأساسية وراء استراتيجية المحيط الأزرق (Blue Ocean Strategy) التي وضعها دبليو تشان كيم ورينيه ماوبورن (W. Chan Kim and Renée Mauborgne)؛ إذ يعتقد المؤلفان أنَّ معظم الشركات تجد نفسها في أسواق فيها منافسة شديدة، تسمى المحيطات الحمراء، وكتبا: “استراتيجية المحيط الأزرق تتحدى الشركات للخروج من المحيط الأحمر للمنافسة العنيفة؛ من خلال توفير سوق غير متنازع عليه يجعل المنافسة غير ضرورية، وبدلاً من تقسيم الطلب الحالي على الشركات المتعددة؛ والذي غالباً ما يتقلص، وتقييم المنافسين، فإنَّ استراتيجية المحيط الأزرق تتحدث عن زيادة الطلب والابتعاد عن المنافسة”.

شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية لبناء العلامة التجارية الشخصية

 

كيف تخرج من المنافسة؟

كن مختلفاً، أنا أرى ريادة الأعمال مثل صناعة الموسيقى؛ إذ يختلف كلُّ فنان ناجح عن أيِّ شخص آخر؛ فكلُّ فنان يتفرد بموهبته دون أن يحاول تقليد من سبقه؛ فلقد ابتكروا نوعاً خاصاً بهم؛ إذاً لا يتعلق الأمر بأن تكون أفضل؛ بل أن تكون مختلفاً، فعندما تكون مختلفاً، غالباً ما تكون الأول في فئة جديدة؛ فقد كان تيم فيريس (Tim Ferriss) أول رائد أعمال في أسلوب الحياة؛ إذ نشر الفكرة في كتابه، 4 ساعات عمل في الأسبوع (The Four Hour Work Week).

هل اخترع الفكرة؟ لا أحد يهتم، الهام أنَّه معروف بذلك، كما يقولان آل ريس وجاك تراوت: “عند إطلاق منتج جديد، فإنَّ السؤال الأول الذي يجب أن تطرحه على نفسك ليس (كيف يكون هذا المنتج الجديد أفضل من منتجات المنافسين؟) بل هل المنتج الجديد هو الأول  من نوعه؟” ويمكنك تطبيق هذا على حياتك المهنية أيضاً؛ لذا، لا تسأل نفسك: “ما هو الشيء الذي أجيده؟” بل اسأل: “كيف أكون مختلفاً؟” أسهل طريقة لتكون مختلفاً هي الجمع بين المهارات الجديدة في شيء محدد.

لقد تعلمت هذه الفكرة أيضاً من سكوت آدمز (Scott Adams) في كتابه كيف تفشل في كلِّ شيء وتستمر في الفوز؟ (How to Fail at Almost Everything and Still Win Big)، فيؤكد آدمز إنَّ كلَّ مهارة تكتسبها تضاعف من احتمالات نجاحك؛ إذ كتب: “لاحظ أنَّني لم أقل أيَّ شيء عن مستوى الكفاءة الذي تحتاج إلى تحقيقه لكلِّ مهارة، ولم أذكر أيَّ شيء عن التميز أو أن تكون الأفضل على مستوى العالم؛ فالفكرة هي أنَّك تستطيع رفع قيمتك السوقية من خلال كونك جيداً فقط؛ وليس استثنائياً، في أكثر من مهارة واحدة”، استراتيجية آدمز عملية، والأهم من ذلك أنَّها واقعية؛ إذ يمكن لأيِّ شخص أن يصبح مختلفاً في مجاله ليصبح أفضل في واحدة أو أكثر من المهارات الآتية:

  1. الكتابة: نحن – جميعاً – كُتَّاب، ومن خلال الكتابة جيداً يمكنك التميز عن الآخرين.
  2. التحدث أمام الجمهور: الشعور بالراحة عند التحدث أمام مجموعة يجعلك قائداً أفضل.
  3. البيع: لدينا جميعاً ما نروِّج له: فننا ومنتجاتنا وخدماتنا وحتى أنفسنا.

هل يمكنك التفكير في جرَّاح يمكنه الكتابة والتحدث جيداً؟ أتول جواندي (Atul Gawande)، مؤلف بيان القائمة المرجعية (The Checklist Manifesto).

في الختام:

بمجرد أن تفهم فكرة أن تكون مختلفاً، تبدأ في ملاحظة الأنماط في كلِّ مكان؛ فالتفكير المختلف ليس شعاراً للتسويق؛ بل هو أساس النجاح، وجميع الناجحين نجحوا لأنَّهم فعلوا شيئاً مختلفاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى