تحقيق الثراء

المعاني الأربعة للثروة الحقيقية


نحن نعيش في عالم يفتقد المعنى الحقيقي للثروة، ففي السنوات السابقة كانت الصورة النمطية للثروة تتمثل في شخصيات رجال الأعمال الأثرياء الذين نراهم في الأفلام، أما في الوقت الحالي فقد تغيرت معظم المفاهيم، فلم يعد عمالقة البورصة يمثلون صورة الثروة، لكن في المقابل، لا يوجد تعريف آخر صحيح للثروة الحقيقية؛ لذلك نحن نحتاج إلى تغيير الأفكار القديمة وإعادة تعريف معنى الشخص الثري.

ما هي الثروة الحقيقيّة؟

الثروة في العصر الحديث تعني قدرة الإنسان على التحكُّم بمشاعره ووقته ومكان وجوده وقدرته على العطاء ورد الجميل، فعند التركيز على هذا التعريف والعمل على تعزيز وتنمية كل جانب فيه، ستصبح قادراً على زيادة ثروتك بشكل دائم.

قبل توضيح هذا المعنى بشكل أوسع، من الضروري الإشارة إلى التعريف التقليدي للثروة الذي يعطي أهمية كبيرة للممتلكات المادية، فالسيارات الفارهة والمنازل الفاخرة والإجازات المُترَفة، هي دليل مباشر وقطعي على حجم ثروة الشخص وغناه، ومن ثم زيادة سعادته، وهذا المعيار خاطئ من وجهة نظر منطقية وعاطفية.

إنَّ امتلاكك سيارة للمرة الأولى له تأثير كبير في حياتك؛ إذ يصبح بإمكانك التنقل بشكل جديد، والذهاب إلى العمل ومقابلة الأصدقاء في أي وقت، والذهاب في إجازات بعيدة، لكن عند امتلاك أكثر من سيارة، سيقل إحساسك بالسعادة تدريجياً إلى أن يتلاشى ويتحول إلى عبء بسبب الجهد والتعب الذي يتطلَّبه الحصول على مزيد منها، إضافة إلى الفراغ وخيبة الأمل بسبب عدم الإحساس بالسعادة على الرغم من الممتلكات الكثيرة، ولهذا السبب يجب تغيير تعريف الثروة وتحديثه بما يتلاءم مع مفاهيم العصر الحالي.

يكره الجميع التفكير بالنهاية، ولكنَّ الموت هو الحقيقة الثابتة في هذه الحياة التي تنطبق على جميع البشر، فقد يمكِّنك إدراكك لهذا الأمر من الإجابة عن السؤال الآتي: “إذا كان الهدف الأساسي من الحياة هو السعادة، فما هو التعريف المناسب للثروة؟”؛ إذ تعني الثروة الحقيقية امتلاك الإنسان القدرة على التحكم في أربعة جوانب رئيسة في حياته؛ وهي العواطف والوقت ومكان العيش ورد الجميل.

شاهد بالفيديو: كيف لا تخسر ذاتك؟ مكوّنات الثروة الحقيقية للإنسان

 

الغني الحقيقي هو من يمتلك الحد الأقصى من الإشباع في الجوانب الأربعة التالية:

1. الثراء العاطفي:

وهو أن تكون حياة الإنسان مليئة بالمشاعر والتجارب الإيجابية، ولديه تحكُّم دائم بمشاعره يعطيه استقراراً عاطفياً لا يتأثر بالعوامل الخارجية.

2. ثروة الوقت:

أي القدرة على استثمار الوقت بطريقة تساعد على تحقيق أفضل النتائج على المستوى الشخصي، والقدرة على التحكم الكامل بالوقت وإدارته بحيث توجِّه حياتك بالطريقة التي تريدها.

3. ثروة التنقل بحرية:

وهي القدرة على العيش أو السفر أو العمل في أي مكان وفي أي وقت تريده، وليس المقصود امتلاك الموارد المالية للقيام بذلك؛ وإنَّما من خلال طبيعة العمل أو الوقت أو القدرة والإمكانية لتحقيق ذلك.

4. ثروة رد الجميل:

وهي بمنزلة تتويج لمعاني الثروة الثلاثة السابقة، وتعني رغبة الإنسان وقدرته على إعادة نشر السعادة والمشاعر الإيجابية التي حصل عليها خلال حياته لأكبر عدد من الناس؛ إذ سيصبح من السهل أن تكون ثرياً وسعيداً عندما تنظر إلى الثراء الحقيقي انطلاقاً من هذه الجوانب الثابتة والمترابطة مع بعضها، والعمل على تطوير كل منها بالترتيب.

إنَّ امتلاك ثروة عاطفية سيعطيك رؤية واضحة تمكِّنك من عيش حياة تحظى فيها بحرية الوقت، وهذا بدوره سيعطيك حرية التنقل والوجود في المكان الذي تريده، ومن ثم زيادة نطاق تأثيرك وقدرتك على العطاء، وفي المحصلة سيعود ذلك كله ليعزِّز من ثروتك العاطفية.

في الختام:

عندما تسعى إلى تكوين ثروة بالمعنى الجديد والحقيقي المذكور في هذا المقال، ستصبح قادراً بطريقتك الخاصة على أن تكون أكثر سعادة وقدرة على الكسب المادي والمعنوي بأسلوب متوازن يملؤك بالحيوية والرضى، فعندما تتبع شغفك، يصبح تحصيل المال نتيجة حتمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى