تحقيق الثراء

من حقك أن تكون شخصاً ثرياً


لقد جئت إلى هذه الحياة لتنمو وتزدهر وتتطوَّر، ولتتفتَّح روحيَّاً وعقليَّاً؛ إذ لديك كلُّ الحقِّ في تطوير ذاتك والتعبير عن نفسك أكثر، وبجميع الطرائق الممكنة، فلماذا ترى نفسك مُقتنعاً ومُكتفياً بما لديك لكي تحيا؟

سنتعرَّف في هذا المقال على بعض الأمور الهامَّة عن المال، والتي تساعدك لتمضي قُدُماً في طريق النجاح.

1. المال رمزٌ للتعامل:

يعدُّ المال رمزاً للتعامل، وهذا لا يعني التحرر والهروب من الفقر فحسب، بل والرفاهيَّة والتألُّق والغِنى، وحتَّى الاستعداد للموت أيضاً؛ وذلك لأنَّك ستكون بحالٍ جيِّدةٍ إلى حين وفاتك. كما ويمكننا القول بأنَّ المال دليلٌ على سلامة اقتصاد الدول، إذ إنَّ تدفُّق النقود باستقلالٍ وطلاقةٍ في حياتك ينتج عنه تحسُّن حالة الفرد الاقتصاديَّة، والبلد الذي يعيش فيه أيضاً.

اتخذت العملة أشكالاً متعددةً كوسيطٍ للتبادل، مثل: الملح والحُليِّ والخرز والأزرار؛ ففي العصور الأقدم كان عدد الماعز والأبقار التي يمتلكها الشخص هو الذي يحدِّد ما يملك من ثروة؛ أمَّا الآن، فقد أصبحنا نستخدم النقود وغيرها من الصكوك القابلة للتداول، حيث أصبح اصطحاب دفتر الشيكات -على سبيل المثال- بديلاً عن سحب بعض الأغنام وراءك لدفع فواتيرك.

2. السبب وراء عدم الحصول على مزيدٍ من المال:

لعلَّك تقول: “أنا أستحقّ راتباً أعلى من الذي أتقاضاه، وباعتقادي أنَّ رواتب معظم الناس ليست كافية، وذلك بسبب غلاء المعيشة”. إنَّ أحد الأسباب العديدة لعدم امتلاك الناس مزيداً من الأموال قبولهم بأقلَّ ممَّا يستحقُّونه فعلياً من المال؛ ولكن عندما يركِّز أغلب الأشخاص على كيفيَّة زيادة رواتبهم، ومضاعفة جهودهم لكسبِ راتبٍ أعلى؛ سيحصلون على راتبٍ يتوافق وجهدهم المبذول.

كما يوجد سببٌ آخرُ لعدم تمتُّع البشر بالرفاهية الكافية في الحياة، وهو: امتلاكهم اعتقاداً راسخاً في عقلهم الباطن بأنَّ الفقر فضيلة.

3. اكتساب التوجُّه الصحيح نحو المال:

عليك القيام بتنظيف عقلك الباطن من جميع المعتقدات الغريبة عن المال، إذ لا يعدُّ امتلاك المال شيئاً قبيحاً أو خبيثاً على الإطلاق؛ فإن قُمت باعتقاد غير ذلك، ستكون السبب في ابتعاد المال عنك، وربَّما للأبد؛ ذلك لأنَّك لا تجذب إليك ما تنتقده أبداً.

توجد أيضاً طريقةٌ بسيطة يمكنك استخدامها لزيادة الدخل، وهي عبارةٌ عن جملةٍ يمكنك تكرارها عدة مراتٍ في اليوم، وهي: “أنا أحبُّ المال، أحبُّه حقَّاً، وأستخدمه بشكلٍ بنَّاء، وهو يتدفَّق في حياتي باستمرار، وإنَّني أنفقهُ برفاهيَّة، وسيعود إليَّ أضعافاً مضاعفة، وبطريقةٍ مذهلة؛ إذ يتدفَّق المال عليَّ بوفرة، وإنِّي أستخدمه في الخير فقط، وإنِّي أشكر الله على هذا النعيم الذي أتمتَّع به”.

4. حماية استثماراتك الذاتية:

إذا كنت تريد الحكمة والرشاد في حياتك فيما يتعلَّق بالاستثمارات، أو إن كنت قلقاً على أسهمك وسنداتك المالية الخاصة؛ فينبغي عليك أن تُردِّد العبارة التالية بهدوء: “إنَّ الله يرشدني فيما يتعلَّق بإدارة جميع معاملاتي ذات الصلة بالمال، وسيأتي إليَّ كلُّ شيءٍ جيِّدٍ من الرفاهية والغِنى بفضله وحده”.

إن قمت بذلك باستمرار، فستلاحظ أنَّ استثماراتك الذاتية تُدار بطريقةٍ حكيمةٍ وفعَّالة؛ وإضافةً إلى ذلك، سوف تعمل على حمايتها من الضياع، حيث سيُلهِمك الله سبحانه وتعالى حُسنَ التصرُّف في أيَّ أصولٍ مالية تملكها.

5. السبب وراء عدم حصول بعض الأشخاص على أجورٍ أفضل:

إن كنت تعمل في إحدى الشركات الكبرى، وكنت مستاءً في داخلك ممَّا تتقاضاه من راتب لكونه أقلَّ ممَّا تستحق، وكنت لا تحظى بالتقدير الكافي من قِبل مرؤوسيك؛ فأنت تقطع علاقتك بالشركة التي تعمل بها لا شعوريَّاً، وتعمل على دفع رؤسائك أو المشرفين عليك إلى أن يقولوا لك في أحد الأيام: “نحن مضطرون إلى فصلك”، ولكن في الحقيقة أنت مَن فصلت نفسك، وقد كان رئيسُك مجرَّد وسيلة، ومن خلالها جرى تأكيد حالتك النفسية السلبية، وتجسيد مصطلح الفعل وردَّة الفعل؛ فالفعل هو أفكارك، وردَّة الفعل هي استجابة عقلك الباطن.

6. مرض الفقر العقلي:

ليس هناك فضيلةٌ في الفقر، وإنَّ مرض الفقر العقلي مثل أيِّ مرضٍ عقليٍّ آخر.

عندما يصيبك مرضٌ ما في جسدك، ستعرف ذلك وتسعى إلى طلب المساعدة من شخصٍ ما لاتِّخاذ ما يلزم لمعالجة ذلك المرض؛ وبالمثل، فإن لم تملك مبلغاً من المال بشكلٍ دائمٍ في حياتك، فلابدَّ أن يكون هناك خللٌ ما، إذ إنَّ مبدأ الحياة يكمن في توقك للنموّ والتوسُّع والعيش بسعادةٍ ورفاهيَّة؛ فأنت لم تأتِ إلى هذه الدنيا كي تعيش بحالة فقرٍ وجوعٍ، أو في كوخٍ وأنت ترتدي ثياباً باليةً على سبيل المثال؛ وإنَّما كي تحيا بسعادةٍ وهناءٍ وراحة بال، إضافةً إلى التمتُّع بالرفاهية والنجاح والسلام العقلي.

7. لا يمكنك الحصول على شيءٍ في هذه الحياة دون مقابل:

على سبيل المثال: لنفترض أنَّ إدارة إحدى المتاجر الكبيرة توظِّف حرَّاس أمنٍ لكي يمنعوا البشر من سرقتهم؛ فهم بذلك يسعون إلى ضبط من يحاول الحصول بشكلٍ يوميٍّ على شيءٍ دون مقابل. تعيش هذه النوعيَّة من البشر في مناخٍ عقليٍّ من النقص والفقر والحاجة، ويسلبون أنفسهم الوئام والإيمان والصدق والنزاهة وحسن النيَّة والأمانة. وهم إضافةً إلى ذلك، يجلبون إلى أنفسهم كلَّ أنواع الخسارة، مثل: فقدان هيبتهم وشخصيَّتهم ووضعهم الاجتماعي. كما يفتقر هؤلاء إلى الثقة بمصدر التمويل الخاص بهم، ولا يقدرون على استيعاب كيفية عمل العقل.

في الخِتام:

إنَّ الشعور بالقلق من أن تكون شخصاً ثريَّاً أمرٌ طبيعي، ومن المتوقَّع أن يراودك؛ ولكن عندما تستمرّ بالشعور به، سيُعيدُك إلى حالة القلق، ويعيق إرادتك في أن تصبح إنساناً غنيّاً؛ لذا، سخِّر ما ورد أعلاه في امتلاك حياةٍ كريمةٍ تسعدك وأحباؤك.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى