Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
استشارات مالية

كيفية إعداد ميزانية شخصية ناجحة


أولاً: ما هي الميزانية الشخصية؟

يأتي مفهوم الميزانية من التوازن؛ أي التوافق بين ما يدخل من الأموال وما يخرج منها، بشكل يجعل الدخل الشهري كافياً، مع زيادة جزء منه للادخار.

أمَّا في المحاسبة المالية والعلوم الإدارية، فتُعرَّف الميزانية على أنَّها إحدى أهم التقارير المالية في المؤسسات، وتأتي أهميتها من تقديمها المعلومات في البيانات المالية بشكل واضح خلال فترة زمنية محددة؛ وهذا يساهم في تنظيم المصروفات والمدخرات، أمَّا الميزانية بالمعنى التقليدي، فهي خطة تُوضَع لتحقيق أهداف مالية؛ ويكون ذلك من خلال المتابعة للمدخلات والمصروفات والمدخرات.

الميزانية الشخصية هي بيان يوضِّح الدخل، وفي إمكان أي شخص أن يُعِدَّ ميزانيته المالية مستخدماً الورقة والقلم فقط، والميزانية الشخصية تُعَدُّ أداة مثالية في مساعدة الأشخاص وخاصة ضعاف الدخل على تدبير أمورهم المالية، وهي أيضاً طريقة رائعة لتتمكن من التحكم بمواردك المالية، أو من أجل ادخار بعض المال لتحقيق هدف ما أو من أجل تسديد دين، كما أنَّها تساعد على رسم خطة مستقبلية لتغطية أيَّة مشكلات أو حالة طارئة، باختصار الميزانية الشخصية تضمن إنفاق المال بالشكل الصحيح مع مراعاة حدود الدخل.

مع وجود العديد من الاختيارات على الإنترنت أصبح في إمكان الشخص أن يختار منها ما يناسبه ويناسب احتياجاته، ويقع الناس في الكثير من الأخطاء في أثناء إعداد الميزانية الشخصية، حتى تتمكن من تجنُّب العديد من هذه الأخطاء الشائعة في إعداد الميزانية الشخصية من الهام أن تضع في بالك النقاط الآتية:

1. الغرض:

عندما تضع ميزانيتك الشخصية عليك أن تحدد أولاً غرضاً أو هدفاً تسعى إلى تحقيقه خلال فترة زمنية محددة.

2. البساطة:

عليك أن تضع في بالك أنَّه كلما كانت الميزانية الشخصية بسيطة، ازدادت إمكانية تطبيقك لها، وعندما تكون الميزانية الشخصية معقدة فإنَّ احتمال مواكبة الشخص لها سيصبح ضعيفاً، والغرض بكل بساطة من هذه الميزانية تحديد الدخل ومصدره والنفقات والمدخرات، دون الحاجة إلى التعقيد.

3. المرونة:

الميزانية التي تضعها ليست ميزانية ثابتة؛ بل من الممكن أن تتغير بين شهر وآخر؛ لذلك تُصمَّم عملية وضع الميزانية لتكون مرنة؛ لذا عليك احتساب تجاوز التكلفة في فئة واحدة من الميزانية، أو أن تمنعها في الشهر التالي، على سبيل المثال إذا صرفت مبلغاً على الطعام أكثر من المبلغ المخصص له في الميزانية على الرغم من حرصك وانتباهك، يجب عليك إذاً أن تعدِّل في ميزانيتك في الشهر التالي، فتزيد المبلغ المخصص في فئة الطعام مقابل إنقاصه في فئة أخرى.

ثانياً: الخطوات الأساسية لإعداد ميزانية شخصية ناجحة

حتى تتمكن من إعداد ميزانية شخصية ناجحة؛ توجد العديد من الخطوات التي يجب أن تضعها في الحسبان، ويمكن أن نقول إنَّ أهم هذه الخطوات هي الآتي:

1. تحديد الهدف:

ضع هدفاً من هذه الميزانية؛ وذلك لأنَّ وضع الهدف سيكون حافزاً لك للالتزام بها، وأيضاً يساعدك الهدف على تحديد مدى نجاح ميزانيتك، ومن الهام أن تضع هدفاً ذكياً قابلاً للقياس ومحدداً.

2. جمع البيانات المالية:

 قبل البدء بوضع ميزانيتك الشخصية عليك أن تجمع كل البيانات المالية، وتتضمن هذه البيانات الدخل الشهري والحسابات المصرفية وحسابات الاستثمار، بالإضافة إلى أي دخل إضافي يمكنك الحصول عليه – يمكن أن يكون من عمل إضافي أو إيجار عقار أو بيع قطعة أرض أو هدية – عليك أيضاً أن تجمع البيانات المالية التي تتضمن نفقات الشهر الماضي من فواتير كهرباء وبطاقات الائتمان وغيرها من النفقات، وإذا كان مجموع دخلك أكبر من نفقاتك، فهذا يُعَدُّ ممتازاً، أمَّا في حال كانت نفقاتك هي الأكثر فعليك وضع خط أحمر.

3. تحديد الدخل:

تتضمن هذه الخطوة تحديد المصدر الأساسي للدخل لديك، وإذا لم يكن لديك دخل ثابت، فعليك أن تضع في الميزانية أقل دخل شهري حصلت عليه وأن تَعُدَّه الدخل الأساسي لك.

إعداد قائمة النفقات الشهرية وحسابها: من الهام جداً إعداد قائمة بكل المصروفات والنفقات الشهرية، ويجب أيضاً أن تقسم النفقات إلى قسمين أساسيين؛ القسم الأول: يتضمن النفقات الثابتة وهي النفقات التي يدفعها الشخص بالمقدار ذاته كل شهر كالإيجار، أو قسط السيارة، أو اشتراك الإنترنت، أو قسط التعليم وغيرها من النفقات التي لا تتغير من شهر إلى آخر.

شاهد بالفيديو: كيف يمكن الوصول إلى الحرية المالية؟

 

القسم الثاني:

يتضمن النفقات المتغيرة وهي النفقات التي تتغير قيمتها من شهر إلى آخر كالهدايا، أو البقالة، أو الإجازات، أو زيارات المطاعم وغيرها، ويجب عليك أن تخصص مبلغاً مالياً لكل فئة منها بدءاً بالنفقات الثابتة، ثم عليك تقدير المبلغ الباقي الذي تحتاج إلى إنفاقه على النفقات المتغيرة، ويمكنك هنا إنشاء صندوق طوارئ واستخدامه عند ظهور أيَّة نفقات إضافية لم تحسب لها حساباً خلال الشهر.

1. إجراء تغييرات على النفقات:

إذا كانت الموازنة لديك متوازنة، فهذا يعني أنَّ دخلك يساوي نفقاتك أو أكبر من نفقاتك، وفي هذه الحالة ستكون الموازنة التي أعددتها ناجحة بالضرورة، وهنا عليك أن تهتم بالفائض من الدخل وتعرف كيف تستغله بأفضل طريقة ممكنة، فمن الخطأ مثلاً إضافة هذا الفائض إلى فئة الترفيه والصحيح إضافته إلى فئة الطوارئ، وخاصة إذا كانت لديك ديون أو هدف ادِّخار لم تحققه بعد.

وفي حال كانت النفقات أكبر من الدخل، عليك إذاً أن تحدد النفقات المتغيرة التي يمكن تخفيضها كإلغاء الاشتراك بالنادي الرياضي مثلاً، وفي حال كانت النفقات أكبر بكثير من الدخل؛ فإنَّ هذه التغييرات البسيطة لن تفيَ بالغرض، وخفض النفقات بهذه الطريقة لن يكون كافياً، وقد تضطر إلى التخفيض من النفقات الثابتة كالبحث عن سكن بإيجار أقل أو استقلال الحافلة بدلاً من ركوب التاكسي، ومن الحلول الممكنة أيضاً العمل على زيادة دخلك الشهري من خلال العمل لوقت إضافي أو البدء بعمل آخر.

2. مواصلة التقييم بصفة منتظمة:

بما أنَّ وضعك المالي سوف يتغيَّر من فترة إلى أخرى عليك أن تُجري بعض التعديلات على ميزانيتك باستمرار، وإذا تمكَّنتَ أيضاً من سدِّ ديونك أو تحقيق هدفك المالي، عليك القيام بتغيير جذري في ميزانيتك وفقاً لهذه المعطيات الجديدة، وعليك أن تضع في بالك أنَّ زيادة المدخرات وتسديد الديون هما أولوية أساسية بالنسبة إليك.

إذا كنت تعاني من فوضى كبيرة في إدارة أموالك، يمكنك القيام بهذه الخطوات السابقة وإعداد ميزانية شخصية تتمكن من خلالها من إدارة أموالك بنجاح.

طرائق متابعة الميزانية الشخصية؟

قد يخطر في بالنا أن نسأل بعد تنظيم أمورنا المالية وحساب الدخل والنفقات وما إلى ذلك: كيف أتابع هذه الميزانية؟ أو أين أحفظها؟ فيما يأتي سنعدد بعض الطرائق لذلك:

  1. الورقة والقلم: في إمكان أي شخص أن يُعدَّ الميزانية الشخصية بكتابتها على ورقة بقلم رصاص مستخدماً بشكل اختياري الآلة الحاسبة، ويمكنك أن تنظم هذه الميزانيات في مجلدات وملفات خاصة، ويمكنك أيضاً استخدام سجل حسابات تقليدي يمكن شراءه من المكتبة.
  2. برنامج جداول البيانات: تسمح هذه الجداول بإعداد الميزانية الشخصية من خلال إجراء العمليات الحسابية باستخدام الصيغ، ولكنَّ هذه الجداول تعاني من خلل بسيط وهو أنَّ بعضها لا يغيِّر التاريخ؛ لذلك عليك في كل شهر أن تعيد نقل المعلومات.
  3. برنامج إدارة الأموال: صُمِّمَت هذه البرامج بشكل خاص لإدارة الأموال، وتتبُّع معلومات الحساب الفردي كحسابات التوفير أو الحسابات الجارية، وفي إمكان هذه البرامج أن تصنف النفقات السابقة، وتعرض البيانات الشهرية التي تفيد في إعداد ميزانية للأشهر القادمة.
  4. موقع إدارة الأموال: توجد العديد من المواقع الإلكترونية التي تساعد على إدارة الشؤون المالية الشخصية.
  5. برنامج إدارة الإنفاق: هذا البرنامج هو مختلف عن برامج إدارة الأموال، ويخالف الميزانية النموذجية التي تعتمد على الدخل الشخصي المستقبلي وتخصصه للنفقات والمدخرات، وهذا النوع من البرامج يعتمد على مبلغ معروف من المال، ويعطي المُستخدِم المعلومات المالية بشأن ما تبقى للإنفاق، في إمكان بعض حزم برامج إدارة الإنفاق أن تتصل بالحسابات المصرفية عن طريق الإنترنت لتتمكن من استرداد تقرير الحالة الحالي.

ثالثاً: نصائح مفيدة لإعداد ميزانية شخصية ناجحة

حتى تتأكد من تحقيق النجاح عند إعداد ميزانيتك الشخصية؛ إليك النصائح الآتية:

  1. عليك دائماً أن تتذكر أنَّ تحقيق الهدف المالي المرجو من الميزانية مرتبط بقدرتك على التحكم بإنفاقك؛ لذلك عليك الانتباه إلى هذه النقطة؛ إذ يكون الإنفاق أقل من الدخل.
  2. وجود بعض الأخطاء خلال الأشهر الأولى أمر طبيعي، عليك فقط أن تحاول التأقلم مع وضعك الحالي وتراجع ميزانيتك بعد تجربة العيش وفقاً لها.
  3. إذا أردت معالجة مشكلة ما في الميزانية، عليك التوجُّه إلى فئة الترفيه وتخفيف النفقات فيها؛ خفف من الذهاب إلى المطاعم ومن التدخين وغيرها من النشاطات التي تثقل ميزانيتك.
  4. الأموال التي تنفقها على الرحلات والسفر ليست أولوية إن كان مستقبلك المادي غير مؤمَّن بعد؛ ابحث دائماً عن حلول بديلة فمثلاً المشي في الحديقة بدلاً من النادي الرياضي.
  5. خصِّص ميزانية للمشتريات التي تحدث دون تخطيط، ويوجد نوعان منها: الأولى هي المشتريات التي تحدث بسبب الاندفاع والتهور كشراء ملابس من قسم التخفيضات مثلاً، والثانية هي المشتريات الطارئة التي تُجبَر بسبب ظرف ما على شرائها.
  6. ضع أي دخل إضافي في قسم المدخرات ولا تبذره؛ وذلك لأنَّ وقته المناسب سيأتي لا محالة.
  7. إذا كنت تمر بمرحلة انتقالية في حياتك كالزواج أو السفر، يمكنك تأجيل وضع الميزانية؛ وذلك لأنَّك لو وضعت لن تنجح.

في الختام:

يقول أحد الخبراء: “حساب كل إنفاق صغير هو الطريق الذي يقود إلى الجنون”، وهذا القول لا ينفي أبداً أهمية الميزانية الشخصية؛ بل يعني أنَّ إعداد الميزانية الشخصية الناجحة يتطلب نضجاً والتزاماً والكثير الكثير من المرونة.

المصادر: 1،2،3


اكتشاف المزيد من رذاذ التجارة والاقتصاد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رذاذ التجارة والاقتصاد

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading